الجمعة، 12 أكتوبر 2012

ذكريات ماسبيرو... الحقيقة الضائعة



في التاسع من شهر اكتوبر من العام الماضي 2011 عام الثورة المصرية شهدت مصر يوما حزينا داميا حيث تمت اضافة مزيدا من شهداء الثورة في احداث مظاهرات الاخوة الاقباط امام مبنى اتحاد الاذاعة والتلفزيون للمطالبة ببعض المطالب المشروعة وبشكل سلمي... حتى يتفاجيء الجميع بتحرك امني غريب اختلط فيه رجال الامن بالبلطجية وهم قطعاً اصدقاء وتحركت فيه المدرعات الحربية بشكل غريب طامعة في ان تدهس كل من كان هناك وهي قطعاً لا تتحرك بلا سائق وبلا اوامر ولكنها استطاعت ان تجعل من المصريين مسلمين كانوا او اقباط مطباً صناعياً... راح فيه اكثر من سبعة عشر شهيداً واكثر تحت عجلات المدرعة الحربية التي لم ولا كان لها ابدا موقعاً امام مبنى التلفزيون المصري وكانت دائما على حدود مصر للدفاع عن اراضيها وحماية حدودها!

كان هذا ملخص بسيط جدا لما حدث في هذه الذكرى المؤلمة... ولكن.

ماذا بعد هذه المذبحة التي لم تكن ابدا المذبحة الوحيدة على مدار العام الماضي والحالي ايضاً... من الجاني؟... من المجرم؟... اين حق هؤلاء المتظاهرين سلمياً المعبرين عن متطلبات واهداف مشروعة بشكل حضاري وسلمي حتى يتحولوا الى قتلى بلا اي ذنب؟!

وحتى يتم اثبات ان الثورة المصرية لم تستطيع التغيير المنشود حتى الان فقد بقى الجاني لكل الاحداث الجليلة التي حدثت سواء قبل الثورة او ابان الثورة او بعدها مبني للمجهول... وبقيت جهات التحقيق دائما تبدوا عاجزة عن كشف الحقيقة ومحاسبة المجرم المرتكب لاي من هذه المذابح!!!

لم يكن عجز جهات التحقيق عن ضعف او عدم دراية بل كان متعمدا حيث تأخذ جهات التحقيق اوامر وتعليمات حتى يصبح اله العدل لديها هم المسؤولين الكبار عن ادارة شؤون البلاد وفي ظل نسيان اله الحق والعدل الله الواحد الاحد دائما.

ويأتي دائما السؤال الممل والمتكرر... هل كان الجاني محترف في اجرامة حتى يخفي ما ورائة من ادلة ام ان الادلة مثل باقي الادلة في باقي المذابح الاخرى واضحة وضوح الشمس ولكن كيف احاسب الجاني وهو في ذات الوقت المسؤول!

قتل شهداء ماسبيروا بمدرعة حربية فهل كان الجاني مثلا من العصابات المسلحة؟!... هل تملك اي جهة في مصر او اي دولة في العالم مدرعات حربية سوى الجيش المصري او جيش اي دولة في العالم؟... هل اداة الجريمة تابعة لجماعة ارهابية او جهة غير معلومة؟!...

ام هي مدرعة الجيش ومن يرتادها كان سائقا مجندا ومعه ظابطا بالقوات المسلحة والعديد من الجنود؟!...

والسؤال الاهم... لماذا يحدث هذا مع متظاهرين سلميين لا سلاح لهم ولا قوة حتى يتم الرد والتعامل بنفس القوة والسلاح؟!... ام كانت هي تصفية حسابات لكل من شارك في ثورة يناير المجيدة حتى يدفع ثمن ثورتة على نظام فاسد لم يسقط حينها؟!

واذا كان كل ما سبق قد تم طرحة وكثر السؤال فية دون جدوى فقد تبقى حقيقة واحدة وهي ان القانون دائما ما يبقى عاجزا امام الادلة التي يتم طمسها والتحايل عليها وخاصة عندما يكون الجاني والمسؤول وجهان لعملة واحدة وغالبا ما يكون هذا في مصر بكل اسف.

وعندما يصبح العدل والقضاء عاجزا عن الحكم بادلة مجهولة وقد تبدوا واضحة ولكن بحيثيات القانون هي غير كافية وغير مؤكدة... فسيبقى الفساد والباطل قوياً... ليبقى العدل والحق مظلومين بلا اي مدافع او اي قوة تعيد الحق والعدل فوق القوة.

وحتى تتحول كل ذكرياتنا الى ذكريات مؤلمة وتبقى دائما الحقيقة ضائعة حتى وان بدت ظاهرة وواضحة فستبقى ضائعة حيث ضاع الناس وضاع الحق بينهم.

هناك تعليق واحد: