الثلاثاء، 19 يونيو 2012

المملكة المصرية العسكرية



ماذا حدث في انقلاب يوليو 1952م؟ هل سقط الملك فاروق واستولت المرسسة العسكرية على مصر ؟ ام كان هذا مجرد طمع لبعض الظباط في الجيش المصري وتطور هذا الطمع الى الحصول على اكبر غنيمة "مصر" .

مر ستون عاما على هذا الانقلاب العسكري الذي لطالما عهد النظام على بث تاريخ كاذب بانتصار عظيم وثورة كاذبة في الخمسينات من القرن الماضي وهي انقلاب عسكري خسيس ليس لجلالة الملك وحسن ادارتة ولكن لطمع العسكري وسوء نيتة.

وبقى حكم العسكر طيلة العقود الماضية وبقى التغيير دائما لمصر من سيء الى اسوء ومن رئيس عسكري ضعيف الى اضعف جتى وصلنا الى مبارك الذي لم يكن رئيسا بل مجرد لص غبي ملؤه الطمع حتى سقط وحدة فقط ولم يسقط نظامة وهذا سبب كافي لغباؤه.

كلنا جميعا عاصرنا مبارك.. من بيننا من ولد في عهدة او نمى وعية في عهدة وقليل من عاصر من سبقة وعاصره... حينها لم يختلف اثنان على تواضع شخصية وزير الدفاع المشير طنطاوي الذي كان مثالا للخادم المخلص المطيع الذي ضرب في وفائة اغلى الكلاب.

وكان الجميع يتفق ان مبارك لم يكن ليأتي بوزير لاكبر مؤسسة في مصر وهي جيش مصر العظيم الا وهو متيقن من حصولة على درجة كبيرة من الغباء والجبن الوظيفي التي تجعل مبارك دائما في راحة واطمئنان... لكي لا يحدث معه ما حدث مع من سبقوة وان السياسة الانقلابية التي اشتهر بها الجيش المصري في السابق كثيرا لن تحدث ابدا.

وعندما اصبح مبارك ومشروع توريثة الفاشل والغبي ايضا عبئا على الولايات المتحدة ... فقد وجب التخلص من مبارك وابنة المدلل... وقد جائت الفرصة على طبق من ذهب في ثورة شعبية خالصة متفجرة من كثرة الظلم والطغيان والفساد.

فقد جاء سبب الاطاحة بمبارك سواء بثورة شعبية قوية او برغبة امريكية في التخلص من هذا العجوز وابنة الابلة... وكان لزاما على المشير الجبان ان يخلع عنه ثوب الجبن والخوف من مبارك ويقرر هو واعضاء المجلس العسكري الانصياع لاوامر الولايات المتحدة لا الثورة ويتخلصوا من قائدهم العجوز.

وحتى تبقى السيطرة العسكرية على مصر ويبقى دوما الحكم العسكري الذي يجيء دائما هدفا للرغبة الامريكية في الهيمنة على الشرق الاوسط وان تصبح شعوب الشرق الاوسط وخاصة مصر تحت وطأة الحديد والنار وبتهديد السلاح فهو الحاكم الناهي للشعب الذي وجب علية ان يبقى ذليلا ولا يفهم كثيرا... فقد يكره حينها اوضاعة ويثور عليها ويناضل حتى تنتهي السيطرة العسكرية وتنتهي معها الهيمنة الامريكية الفاسدة للعرب... ولم لا ... اذا استطاعت مصر ان تفعل ذلك.

مر عام ونصف من الثورة الشعبية المجيدة ومن تحايلات المجلس العسكري بقيادة المشير طنطاوي ونائبة عنان ومجموعة التسعة عشر عسكريا الذين تعلموا كيف تحكم مصر عسكريا وانهم بلا حكم وسيطرة سيتحولون الى غيابات السجون او المقابر... جزائا بما فعلوا من فساد وجرائم.

ومع كل هذه التحايلات ... ومع كل هذه المدة ... 

فقط في اربعة ايام تخرج من جعبة المجلس العسكري معظم المخططات التي تتحول الى قرارات الزامية يحميها السلاح ويقف ورائها جيش جرار لا للدفاع عن مصر ولكن لحماية حكم العسكر.

عام ونصف من الانقضاض على الثورة وتشويهها وخاصة من اكبر طرفي النزاع والطمع في هذه الثورة ... سواء كان المجلس العسكري او جماعة الاخوان المخبرين "المسلمين" فكلاهما استشعر سقوط مبارك السهل واراد الغنائم فمنهم من اراد ان يهمين على الحكم ويسيطر والاخر اراد ان يتقاسم الكعكة معه ... فلا يوجد منافس اخر سوى مجرد ثوار شرفاء بلا اي خطة او هدف سوى حب مصر الحقيقي الذي لا يقدر بثمن او باحزاب كارتوينة فاشلة حتى في الحصول على حقها.
وفي اطار تقسيم الكعكة "مصر" اقتربت الجماعة من منصب رئيس مصر الذي سيعلن عن فوزة رسميا خلال يومين وقد لا يحدث! ... ومشاركة المجلس العسكري في ادارة مصر الذي اصدر قرارات نافذة بالسيطرة على مصر وبقاء حكم العسكر واكذوبة تسليم السلطة.

- اربعة في اربعة:-

*الضبطية القضائية ... حتى يستطيع الجيش المصري مضافا الية قوات الشرطة في القبض على اكبر كم ممكن من الثوار والمعارضين اذا لزم الامر قريبا لهذا ... وبداية احكام عرفية لمصر.

*حل مجلس الشعب وبقاء مرشح النظام في الرئاسة حتى يبقى تكوين الدستور تحت هيمنة وسيطرة المجلس العسكري مضافا الية تشريع القوانين التي تسمح له ان يصبح كيانا اعلى واكبر من رئيس الجمهورية الذي سيتحول الى سكرتير للمجلس العسكري.

*الاعلان الدستوري المكمل وهو الاعلان الذي تم تحديد صلاحيات الرئيس فية حتى يتحول الى عصام شرف جديد ... وما اعنية هو ان يصبح رجل بلا كلمة او فائدة مجرد رئيس لمصر اسما ويبقى المجلس العسكري هو من يدير مصر فعلا... كما فعلوا في عصام شرف حينما كان رئيس للوزراء.

*واخيرا مجلس الدفاع الوطني الذي يقةم بتشكيلة المجلس العسكري ليشارك الرئيس في صلاحياتة المنقوصة فلا يصبح للرئيس اي تواجد حتى في صلاحياتة المحدودة وهناك دورا اخر لهذا المجلس وهو تنفيذ اوامر المجلس العسكري باحداث انقلاب على الرئيس الجديد حينما يشاء المجلس العسكري هذا.

حدث كل هذا في اخر اربعة ايام فقط من عام ونصف من الثورة وبشكل فج وبلا اي رجوع للشعب الذي رأى فيه المجلس العسكري انهم ملايين من العبيد من وجهة نظرهم.

فهل وبعد كل هذا لا يصبح المشير ونائبة وباقي افراد المجلس العسكري ملوك لمصر ونتحول من مملكة العثمانيين الى مملكة العسكريين الذين يروا في السلاح حماية لهم والقتل والاعتقال هو نهاية لمعارضيهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق