الخميس، 21 يونيو 2012

تدفع كام؟... وتبقى الرئيس!



هذا هو الحال... تلك هي المصيبة... حقاً انها الكارثة... فهو وصف بسيط لما يحدث بمصر الان تحت قيادة المجلس العسكري الذي رأى في مصر ارث قديم يجب ان يحصل على ما يريدة منه ويترك باقي الارث والفتات لمن تبقوا!!!

تحولت مصر التي يملك فيها الجيش المصري اكثر من ثلاثة ارباع مساحتها الى ثكنة عسكرية وزاد طمع قيادات الجيش المصري في السطوة على مصر والتحكم فيها وفي مستقبلها ليمتد التحكم والسيطرة من ستون عاما مضت الى ما هو قادم من مستقبل.

قامت الثورة من اجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وهي مطالب لم يستطع العسكري على مر ستون عاما من تحقيقها... واراد الشعب ان يسقط دولة العسكر التي يحكم فيها رئيس عسكري ومحافظ عسكري وقيادات عسكرية في كل منصب مهم والبقية الباقية رجال اعمال يشتركون مع العسكري في مصالح مالية كبيرة... ولا يتبقى سوى الشعب الذي تحول الى غالبية عظمى من الطبقة الفقيرة وانضم اليها الطبقة المتوسطة التي اختفت وتحولت هي الاخرى الى فقيرة... واصبح من يستطيع الحياة في مصر فئة لا تزيد عن خمسة بالمائة من تعداد السكان!

كثيرا ما كان يردد النظام الفاسد فكرة الطمع الخارجي لمصر وانها دائما وابدا مستهدفة وفي حقيقة الامر لم يكن الطمع من الخارج فقط بل كان من النظام نفسة الذي اعتاد على الظلم والفساد بلا اي حدود مطمئنا الى شعب لا يقول لا ويرضى باقل القليل.

وعد المجلس العسكري المفوض من المخلوع مبارك بعد ثورة يناير المجيدة بان ينتهي عملة بانتخاب مجلس شعب وانتخاب رئيس مدني وتشكيل دستور جديد لمصر... كانت هذه هي الوعود.
ماذا حدث؟!

بعد ما قام الشعب وبنسبة تاريخية لم تحدث من قبل في مصر وعلى مر قرون من الزمان وصلت لما يقترب من ستين بالمائة ممن لهم حق الانتخاب ... بانتخاب اعضاء مجلس الشعب واعلان يوم الثالث والعشرين من يناير الماضي كأولجلسة للبرلمان المنتخب الذي رضى الشعب عن ما جاء فيه من اعضاء وبانتخابات شعر المواطن المصري بانها ولاول مره انتخابات نزيهة... وبغض النظر عن اداء البرلمان الضعيف لاسباب كثيرة منها ما كان سببا فيها اعضاء البرلمان او تحجيم المجلس العسكري لصلاحياتة ... ولكنة اتى بارادة الشعب.

بعدما تم انتخاب اعضاء مجلس الشعب ... تطلع الشعب الى الخطوة القادمة في عمل دستور كما وعد المجلس العسكري والذي تمت عرقلة تكوين اعضائة حتى فشل المجلس العسكري ومع كافة الاحزاب في عمل دستور لمصر والفشل هنا مشاركة بين المجلس العسكري والاحزاب السياسية.
حتى تأتي المحكمة الدستورية في الرابع عشر من يونيو الجاري وتحكم بحل البرلمان لانه قد انتخب على اساس غير دستوري في نسبة الاعضاء الفردي والقائمة ... ومن وضع هذه النسبة من الاساس حتى يأتي اليوم الذي يحل فيه البرلمان المنتخب من الشعب ونعود الى نقطة الصفر؟!

تبقى للشعب من وعود في مجيء رئيس مدني منتخب ... شعر الشعب المصري ان هذه الخطوة هي بمثابة الخلاص من الفترة الانتقالية التي ادارها المجلس العسكري بكل فشل وضياع وكان لزاما على هذا العسكري ان يترك السلطة لرئيس منتخب من الشعب حتى تستقر الاوضاع وتبدا مصر في مرحلة البناء.

ولم يتوانى المجلس العسكري في الاعلان عن ميعاد لانتخابات الرئاسة التي كانت بلا ميعاد محدد حتى جاء الضغط الثوري في احداث محمد محمود ليعيد بوصلة الثورة الى الاتجاه الصحيح ويجبر العسكري على تحديد ميعاد محدد لانتخابات الرئاسة في الرابع والعشرين من مايو الماضي كجولة اولى وفي يوم السادس عشر من يونيو الجاري كجولة الاعادة بين من وصل الى الاعادة من مرشحي الرئاسة الثلاثة عشر.

وقد تمت الانتخابات كجولة اولى ووصل مرشح الاخوان ومرشح النظام الى جولة الاعادة وعلى الرغم من صدمة الشعب في من وصل لجولة الاعادة الا انه ارتضى حتى يأتي رئيس لمصر منتخب وتنتهي الفترة الانتقالية السوداء.

وفي اعلان نتيجة الفائز بانتخابات الرئاسة... يظهر الوجهة القبيح للمجلس العسكري الذي بدا وجهة القبيح للثوار منذ اكثر من عام ونصف ولكنة كان خفياً على عموم الشعب المصري الذي تحمل من اخطاء المجلس العسكري ومخططاتة الحقيرة على مدار عام ونصف الكثير... وانتهت بحل البرلمان الذي انتخبة الشعب نفسة وتبقى مجيء رئيس كأخر امل في ديمقراطية زائفة تلون بها العسكري على الشعب للالتفاف على ارادتة وطموحة في مستقبل جديد بلا حكم عسكري بائد.

واصبح اعلان الفائز في انتخابات الرئاسة متوقف على قبول الاعلان الدستوري الذي يمنح المجلس العسكري كافة اطماعة في الاستيلاء على حكم مصر وبقاء سطوتة على السلطة وكافة الصلاحيات التشريعية والتنفيذية وحتى يصبح الرئيس المنتخب بارادة الشعب مجرد اسما فقط لا يستطيع ان يدير شؤون نفسة الا بموافقة المجلس العسكري ... وقد ينقلب المجلس العسكري علية اذا اراد في اي وقت ويعلن عن هيمنتة الكاملة لمصر.

واصبح لزاما على مرشح الاخوان الفائز الحقيقي في انتخابات الرئاسة ان يقبل بان يكون سكرتير للمجلس العسكري او تخرج النتيجة باعلان فوز احد ابناء المؤسسة العسكرية واحد جنود مبارك المسمى بشفيق وتتحول ثورة مصر الى ذكرى مؤلمة راح فيها شهداء وقد يزداد اعدادهم في مجيء هذا الشفيق للرئاسة لرفض الاخوان قبول الصفقة... وقد يقبلوا الصفقة!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق