السبت، 9 يونيو 2012

القصاص بالأيد... مش بالقضاء العبيد


مفيش دليل... محدش قتل الشهداء ... كل الظباط برائة من اكبرهم لاصغرهم... طيب مين قتل الشهداء؟!... بيقولوا ناس من بره جت قتلتهم... طيب ازاي؟ ... ده القتل منقول على الهواء مباشرة والناس كانت بتتفرج علية زي ما بتتفرج على ماتش كورة او فيلم في قناة الافلام؟!

طيب وكل الفيديوهات دي وغيرها ايه؟!... ده الشهيد مقتول قدام ظابط الشرطة ولم يكن بينهم اي مسافة؟!... الفيديوهات بيتلعب فيها ... بس الفيديوهات دي كانت منقولة مباشر من القنوات الفضائية في بث حي ومباشر... اهو انت قلت حي ازاي بتقول بقى انه شهيد؟!

ثم القضاء بيحكم من خلال اوراق ومستندات واحراز لا يوجد احراز فيها اي تهمة لاي ظابط!
وحضرت القاضي طلب الاحراز دي من اي جهة؟!... طلبها من الشرطة!

يعني القاضي طلب من الشرطة احراز قضية المتهم فيها افراد الشرطة انفسهم؟!... يعني اللي بيحقق في القضية ومطلوب منه يقدم الادلة هو نفسة المتهم في القضية؟!

القضاء عادل وقال كلمتة على ما تقدم من ادلة واحراز وانتم ايها الثوار من ارتضيتوا بحكم القضاء العادي وعليكم تحمل تبعاتة!

لو احتكمتم الى محكمة ثورية لكان الحكم اختلف ولكن المحاكم الثورية قائمة فقط على المشاعر والاحاسيس وليست الادلة الدامغة!... هو فية ادلة اكتر من كده يا سيادي القاضي؟!... بقولك القتل كان منقول في بث حي على الهواء مباشرة وكمان فيه شهادة شهود ممن كانوا في ميادين مصر اثناء قتل المتظاهرين...!

رفضت كل شهادات الشهود لان من بينهم من اتلف بعض المستندات قبل ذلك!... هذا يعني ان كل الشهادات تتلغي يا سيادة القاضي... نعم فهذا حكمي وقراري.

طيب والفيديوهات اللي اتقدمت دي وغيرها... لا يعتد بيها لاني لم اشاهدها كقاضي لكني رايتها كمواطن وانا اشاهد عمليات القتل في التلفاز!

هكذا كانت قضية قتل الشهداء في ثورة يناير المجيدة وهكذا عجز القضاء عن قول كلمة الحق حيث انه لم يعد يخاف الله بعد ان اصبح يخاف البشر واصبح القاضي الحقيقي صاحب الكلمة النافذة هو المجلس العسكري والقانون في هذه المحكمة هي سياسة النظام السابق.

فيصبح المتهم بريء ويتحول الشهيد الى فقيد لا يعلم احد من قتلة؟!

ومع كل هذا وحق الشهداء الذي يأبى شباب مصر الثائر ان ينساه ويتقبل الامر الواقع بعودة النظام الفاسد الى مكانتة ووضعة وسطوتة على مصر مرة اخرى... فقد انتهت بالفعل كلمة سلمية التي نادى بها الشباب في الثورة حتى تساقط منه شهيد تلو الاخر وفي النهاية لا عاد الشهيد الذي ذهب الى مثواه الاخير ولا رجع حقة في القصاص العادل من قتلة الشهداء.

وعندما يصبح القضاء عاجز وعبد للنظام بعد عصى الله ورسولة ولم يطبق عدل الله في الارض فالقصاص باليد واخذ الحق بالقوة هو الحل الوحيد وهو ما سيحدث الفترة القادمة وخاصة بعد ان تكتمل حلقات مسلسل القضاء على الثورة بانتخاب احد ذيول مبارك حتى يعيد للنظام الفاسد وضعة ويعود المواطن المصري ايضا الى وضعة مهان ذليل فقير جاهل مريض...الخ.

لن تنفع المليونيات ولا التظاهرات السلمية مرة اخرى فقد فقدت معانيها امام نظام فاسد لا يعبئ بها ولا بالمصريين ولا ينالوا من تفكيرة اي اهتمام او حس.

ولن يبقى الثوار رهينة مجموعة من السياسين الفاشلين المتظاهرين بالمعارضة وهم خدام مناصب وحلفاء للنظام في الخفاء... او بنخبة تستطيع التحدث ببلاغة وهي تملك من الجهل ما تستطيع ان تنشرة في ارجاء العالم.

حتى وإن ارتضى عموم الشعب المصري بالامر الواقع واراد ان يعيش كما كان وان الثورة لم تحقق له ما اراد حتى تحول الى كاره لها بدلا من مؤيد... فهذا شأنهم وحقهم ولكن حق الشهداء لابد ان يأتي ولن تستقيم الامور حتى يعود حق الشهداء الذي اراد الكثيرين اهدارة.

انتهى الحديث في الامر الى هذا الحد وما هو قادم هو اخذ الحد باليد.

حقاً... (القصاص بالأيد... مش بالقضاء العبيد)

هناك تعليق واحد:

  1. ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون

    ردحذف