الاثنين، 4 يونيو 2012

النظام ايه؟... غبي منه فيه



هكذا كان... وهكذا لا يزال... وهكذا سيظل... حتى يسقط النظام الذي ضرب ايات وايات من الغباء ما تكفي لاسقاطة بثورة شباب من الفيسبوك... اراد حقة المسلوب واستطاع بسلمية وبهدوء ان يسقط النظام الذي لطالما شعر الشعب المصري انه اقوى نظام وهو بحق... اغبى نظام.

قامت ثورة يناير على الظلم والاستبداد الذي طال الشعب المصري الصبور لاكثر من نصف قرن من الزمان وبتوالي الحكام اصحاب الخلفية العسكرية الذين اقاموا كل نجاح الدولة البوليسية التي تبقى دائما سببا في ارهاب المواطنين اذا اعتقد منهم احدا انه له حق ويريد يوما ان يطالب بالحصول علية.

ومن تراكمات ومعتقدات توارثها الشعب المصري من الرهبة والخوف من النظام البوليسي الحاكم والمهمين الى مفاجأة غير متوقعة عندما قامت الثورة وبدى للشعب المصري مدى هشاشة هذا النظام البوليسي الذي عاش كثيرا يخشاة... حتى يتحول "البعبع" الى "قطة".

لم تكن المفاجأة فقط في ضعف النظام الامني ولكن كانت ايضا في غباء النظام الذي لطالما كان ولا يزال اعلامة القذر منشغلها بالتمجيد والتفخيم والتعظيم لمدى ذكاء النظام وبطولتة في حماية مصر من الكثير من الاخطار وهي الوهم الذي اعتاد النظام ان يبثة في عقول المصريين ... حتى تقوم الثورة ويظهر غباء النظام الذي تأخر في تقديم الكثير من المطالب الثورية التي تبدوا للنظام تنازلات بشكل متأخر مما جعل سقف المطالب الثورية يرتفع حتى وصل الى مداه في اسقاط رأس النظام مبارك بدلا من مجرد تعديلات وزارية او حل برلمان 2010 المزور او حتى اقامة انتخابات رئاسية في شهر سبتمبر العام الماضي والتعهد بعدم ترشح مبارك او نجلة المدلل للرئاسة... ويعلوا سقف المطالب ولا يزال السقف يعلوا ولا يزال النظام الذي لم تسقط جميع اركانة في غباء مستمر.

ومن غباء مبارك الى غباء جنودة المخلصين اعضاء المجلس العسكري الذين تم تفويضهم بادارة شؤون البلاد حتى تستمر سياسة الغباء ولو علم الشعب المصري ما تم انفاقة على تعزيز الثورة المضادة واجهاض ثورة الشعب المجيدة لعلم مدى غباء المجلس العسكري الذي اعتقد انه يستطيع ان يكمم افواة الشباب مستقبل مصر الحقيقي واقتراب نهاية دولة الفساد والاصدقاء العواجيز للابد.

تستمر سلسلة الغباء المنقطع النظير منذ الاستفتاء الذي اراد المجلس العسكري تشتيت اصوات المصريين وتفرقتهم وانها ستصبح تفرقة للابد ومن ثم تشوية الثوار بكل الاشكال الممكنة وتحميل الثورة اخطاء واعباء المرحلة الانتقالية الفاشلة بقيادة المجلس العسكري الفاشل... معتمدا على التقارير المخابراتية سواء من المخابرات العامة او الحربية او من جهاز امن الدولة الذي لايزال يعمل حتى الان ولم يتم الغائة كما اشيع... مرورا بانتخابات الرئاسة ووصول مرشح الاخوان مع مرشح النظام السابق كصورة للديمقراطية المزورة الزائفة وتنفيذا لرغبة الادارة الامريكية في بقاء الهيمنة الامريكية على مصر وامكانية التفاهم مع احد النظامين.

حتى وصل غباء النظام مداه في النطق بالحكم في قضية قتل المتظاهرين وقضايا الفساد المالي لمبارك ووزير داخليتة ومساعدية وابناء مبارك المدللين التي اثببت هذه الاحكام عن مدى الغباء الذي وصل الى حد التبجح والتخلف مما اثار غضب الشارع المصري وعادت الميادين الى التكدس بالمتظاهرين وعودة المطالبة باسقاط النظام الغبي والقضاء على الفساد... 

حتى يثبت الشعب المصري انه لا يزال واعيا مستوعبا لخطورة الموقف وان الثورة اصبحت تجري في العروق فلا يمكن تفريغ الثورة من اهدافها ولا تفريق الثوار الى شعب وطوائف.

واذا اعتقد النظام متمثلا في المجلس العسكري انه استطاع تفريق الثوار في استفتاء التعديلات الدستورية فانه تناسى بغباؤه من استطاع  ان يجعل عموم المصريين بمختلف طوائفهم مجتمعين على اسقاط النظام الا وهو مبارك رأس هذا النظام الغبي... فعندما قامت ثورة يناير اتحد الجميع على اسقاط مبارك وعندما قامت المحكمة ببرائة مبارك من تهم الفساد المالي ومعاقبتة بالمؤبد في قضية قتل المتظاهرين... ذلك الحكم الكاذب الذي اعلنة القاضي احمد رفعت واعلن معه مذكرة ببرائة مبارك في النقض بواسطة محام تحت التمرين حينها!... ان يتوحد المصريين بجميع طوائفهم مرة اخرى وتمتلا الميادين بثوار مصر الشرفاء ويثبت النظام انه غبي حتى لا يتعلم من اخطاء غباؤه السابق.

ومع مرور الامس واليوم ودخول المتظاهرين في اعتصام نسبي ومظاهرات يومية ومسيرات هنا وهناك حتى تضغط على هذا النظام الغبي الذي سيسارع الفترة القادمة في تنفيذ بعض المطالب التي يعتبرها تنازلات ... حتى تعلوا سقف المطالب وزداد التنازلات... ويسقط بحق هذا النظام الغبي ...
فاذا الشعب اراد اسقاط النظام... لا بد ان يستجيب الغبي (المجلس العسكري).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق