الأحد، 3 يونيو 2012

اليوم الاسود في تاريخ القضاء



لم يمر يوم واحد على النطق بالحكم في قضية قتل المتظاهرين المتهم فيها الرئيس المخلوع مبارك ووزير داخليتة حبيب العادلي ومساعدية وقضية الفساد المالي المتهم فيها الرئيس المخلوع وابنائها علاء وجمال ورجل الاعمال حسين سالم.

انتظر الشعب المصري اجمع حكم المحكمة حتى تجف دماء الشهداء وتبرد نيران قلوب اهالي الشهداء وتنتصر العدالة ويعلم اي رئيس قادم لمصر ما هو مصيرة اذا سلك يوما طريق الفساد.

وعلى الرغم من توقع الكثيرين في ضعف الاحكام الصادرة والتي لم تكن صدرت حتى يوما مضى ولكنهم كانوا ينتظروا حكم المحكمة املين في حدوث مفاجاة تعصف بجميع الفاسدين وينتصر فيها عدل الله في من افسد الحياة في مصر وقتل ابنائها خيرة شباب مصر ومستقبلها.

حتى تأتي الصدمة والصاعقة التي جعلت من الجميع في حالة يرثى لها من الحزن واليأس والغضب حيث قد تنهار الاجهزة الامنية المسؤولة عن امن المواطن وتحولت لامن النظام وقد يفسد جيش مصر حامي حمى الوطن ويصبح قياداتة خونة متآمرين على مصر وشعبها ... وقد تفسد مناحي الحياة في مصر على ايدي نظام فاسد ... تغلغل فسادة في كل شيء .

اما وإن تفسد مؤسسة القضاء المسؤولة عن عدل الله سبحانة وتعالى في الارض فلم يتبقى حينها ما يمكن افسادة ... فإن فقدت الثقة في القضاء فلن تتبقى اي ثقة داخل الانسان في اي شيء اخر وسنتحول جميعا الى الحياة في غابة لا يحكمها الا القوة ... يهان فيها الضعيف ويقتل ويكرم فيها القوي ويحيا.... ويصبح الظالم اكثر ظلما ... والمظلوم في تعداد المفقودين في حياة بلا عدل وفساد بلا حدود.

هكذا كانت عدالة القضاء المصري الذي اعلن بالامس عن وفاتة بعد ان فقد العدل كل معاني الشرف والصدق وتحول الى خادم للنظام حيث حصل الجميع على برائة في تهم الفساد المالي كما حصل مساعدي حبيب العادلي على برائة ففي تهم قتل المتظاهرين ونال كل من الرئيس المخلوع ووزير داخليتة حبيب العادلي الحكم بالمؤبد الذي سيتحول الى برائة اما من استئناف الحكم او من افراج بقرار جمهوري عندما يأتي رئيس تابع للمؤسسة العسكرية خاضع لها مثلما يحدث الان في انتخابات الرئاسة في الاعادة بين مرشح الاخوان ومرشح النظام الفاسد.

وبرد فعل فوري وبلا ادنى حشد او تمهيد نزل الشعب المصري الى ميادين مصر احتجاجا على الاحكام الهزلية الصادرة تجاه الرئيس المخلوع وابنائة واعوانة واصبحت ميادين مصر في حالة اعتصام حتى يسقط النظام وتكتمل الثورة التي لم يقدر لها الاكتمال في السابق وكان حكم المحكمة الهزيل هو النتيجة الطبيعية لفساد طال مصر وتغلل في احشائها اكثر من ستين عاما.

وتبقى فرصة نجاح الاعتصام واستكمال الثورة هي تقريبا الفرصة الاخيرة التي وإن لم يتم استغلالها بكل قوة من الجميع ثوريين كانوا او اخوان او حتى عموم الشعب المصري الذي لا يقبل بالظلم وما وصل الية القضاء من فساد ... وباستثناء من قرروا ان يغمضوا اعينهم ويسدوا اذانهم ويكمموا افواههم على الظلم والفساد وقبلوا ان يعيشوا في هذه الحياة عبيد.

كانت هذه هي الدقائق التي استطعت ان امتلكها لتدوين هذا اليوم الاسود في تاريخ مصر والذي اعلن فيه الحداد على قضائها واصبح العدل في مرحلة الاحتضار منتظرا معجزة من الله الحكم العدل بإن ينقذ ما هو شرط اصيل واساسي في بقائنا احياء وهو العدل في الارض وان يثبتنا جميعا امام الطغاة الفاسدين مستكملين ثورتنا باذن الله ولو كره الفاسدين ... الشعب يريد اسقاط النظام ... يسقط يسقط حكم العسكر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق