الاثنين، 19 مارس 2012

وداعا ... الأنبا شنودة


توفي الى رحمة الله يوم السبت الموافق 17/3/2012م ... الانبا شنودة بابا الكنيسة المرقصية وهو رمز المسيحية الاول في مصر واحد رموز مصر بشكل عام.

لم يكن هذا الحدث الجلل مصابا للاخوه المسيحين فقط بل كان مصابا لنا جميعا مصريين مسلمين ومسيحيين ... فقد كان رمزا مصريا وقائدا دينيا كبيرا وصاحب دور حقيقي في وحدة المصريين الذين ضربوا مثالا للعالم في احترام الاقليات وحقيقة الشعب التي لا تفرق بين لون ولا دين بل يجتمع الجميع تحت لواء واسم مصر.

لا انكر اننا قد تعرضنا وعلى مدار عقود طويلة من بعض الاحداث المفتعلة والتي كان دائما ورائها طرف خبيث يسعى الى شق الصف المصري وتدمير وحدتة التي ابهرت العالم في تعايش المسلمين والمسيحين على ارض مصر ومنذ الفتح الاسلامي على ايدي الصحابي الجليل عمرو بن العاص وحتى يومنا هذا.

وكانت مصر دائما اقوى من كل المحن وخاصة التي كانت تستهدف وحدة الوطن وتفريقة لطوائف واديان ... حتى وان كانت هناك اختلافات بين طوائف الشعب فلم تصل ابدا الى حد الخلافات والنزاعات كما اراد البعض.

فأنا مصري مسلم وانت مصري مسيحي ولا يعلم احد من منا قتل في حرب دفاعا عن ارض الوطن ... ولا قتل اثناء ثورة يناير المجيدة وهو يستعيد حق مصر المنهوب ... ولا من كنت اشتري منه اشيائي او يبتاع مني اشيائة ... ومن كان جاري ومن كنت جارة ومن حماني وانا اسجد لله في ميدان التحرير او احمية وهو يصلي لله من اجل مصر.

رحل الانبا شنودة وبقا جثمانة جالسا على مقعده حتى يلقى علية ابنائة نظرة الوداع ... ومن راى هذا المشهد مسيحياً كان او مسلماً الا وشعر بالحزن العميق على رحيل رمزا مصريا وطنيا تاركا عميق الحزن والاسى لابنائة وابتسامة تحيي ثغرة وترتسم على شفتية .

وحتى لا نقع جميعا في الخطأ ... علينا ان لا نقيم رمز مسيحيا مثل الانبا شنودة رحمة الله من اي جانب من الجوانب سوى الجانب الديني ... فقد يختلف الكثير معه في ارائة السياسية وقد يتفق معه البعض ولكن هذا لم يكن ابدا سببا في تقييم رمزا دينياً كبيراً من رموز مصر لا نملك تقييمة .

رحمة الله والهم المصريين بشكل عام والاخوه المسيحين بشكل خاص الصبر والسلوان ... ونسأل الله ان يجعلنا نتجاوز كل المحن وتنتصر ثورتنا المجيدة وتنتقل مصر الى عصر النهضة والبناء متكاتفين متحابين في الله مسلمين ومسيحين... مصريين في حب مصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق