السبت، 10 مارس 2012

المفاجأه ... المتوقعة!


حالة من التشتيت والتضليل عمت الشعب المصري الفترة الماضية ولا تزال ... تعددت الاحداث وتناثرت الاخبار منها الفرعية ومنها المفتعلة ومنها المهم .

واصبح الشعب المصري في حالة من التية والضياع ... فهو لا يعلم ما هو قادم ولا يعرف مستقبل حقيقي ينتظرة ولا يعرف الى اين هو ذاهب في ظل هذه الحالة التي تجعلة تاره مطمئن ... وتارة اخرى متخوف ومترقب ولا يعلم اين الحقيقة ... ولا يعلم ايضا ما هو الخير وما هو الشر في ظل الصدمات التي تتعاقب علية من الجميع فلا يعرف من يحب الوطن ... ومن هو الخائن .

ومع كل هذا التشتيت والتضليل الاعلامي الموجهة باوامر النظام الفاسد الذي لم يسقط بعد والثورة التي لم يقدر لها الله ان تكتمل حتى الان ... الا ان الشعب المصري يعتبر نفسة في فترة من الانتظار والترقب حتى تتضح الرؤية ويزيل الضباب الكثيف على الحالة المصرية ومصر ما بعد التنحي .

دائما ما يتحلى المصرييين ومنذ قديم الازل بالصبر والتحمل وإنتظار الفرج من الله سبحانة وتعالى ... فقد عانى الشعب المصري من حكام كثيرين على مر تاريخة اتسموا بالفساد والطغيان والديكتاتورية حتى سقطوا ... وجاء من يخلفهم في هذا ... وبقى الشعب المصري في انتظار الافضل حتى وإن جاء الاسوأ.

لم تكن الثورة المصرية المجيدة الا بركانا متفجر استمر بقائة خامدا طويلا حتى وصل الى الذروة واصبح الصبر والانتظار والتحمل بما لا يطيق بشر. ولم يكن هناك فرصة في الصبر والانتظار الا مزيدا من الضياع والفقر ... اذا تم ما كان يريدة الفرعون المبارك لتوريث ابنة المدلل مقاليد الحكم والسلطة والمال ... فلم يكن هناك فرصة اخرى ان يتبقى للمصريين حينها ما يكفي للحياة.

حتى اصبح شهر يونيو القادم هو شهر المعجزات والمفاجآت الذي ينتظرة الشعب المصري بفارغ الصبر لما فيه من احداث كثيرة من النطق بالحكم في قضية قتل المتظاهرين والحكم على الرئيس المخلوع وانتخابات الرئاسة وكتابة الدستور الجديد لمصر ... قد تعطي تصورا للمصريين الى اين وصلت ثورتهم والى اي مدى حدث التغيير ... وهل سقط النظام بالفعل ام انه باقي ولا وجود او تاثير لثورتهم التي ستتحول حينها الى ذكرى مؤلمة راح خلالها الالاف الشهداء.

وعلى الرغم من هذا الانتظار والترقب للشعب المصري ... الا انهم يعلمون بما يحدث وان النظام الفاسد لم يسقط بعد ولديهم من الادلة على هذا ما يكفي في مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة التي يسيطر عليها اركان النظام الفاسد حتى الان وبالرغم من وقوفهم خلف القضبان!

ناهيك عن ما يعلمة الشعب المصري من نوايا المجلس العسكري التي بدت واضحة في معاملة المخلوع وعصابتة وحمايتهم وعلى النقيض في المزيد من الاحداث التي تستهدف الثوار من اعتقالات واغتيالات وقمع للحريات حتى يبدوا واضحا انها كشف حساب للثوار على ثورتهم ضد نظام سقط رأسة وبقيت اركانة.

فهل ينتظر المصرييون شهر يونيو حتى يتفاجؤا ببرائة مبارك من قضية قتل المتظاهرين في المحاكمة الهزلية؟ ام ينتظروا مجيء رئيس خانع وخاضع للمجلس العسكري الذي يشرف على الانتخابات ويرغب في بقاء مصالحة وفساده تحت مظلة من الديمقراطية الزائفة؟ ام ينتظروا مفاجاه من السماء وهم باقيين في انتظارهم وصبرهم الذي لا يعرف مداه احد حتى المصريين انفسهم؟

وهل اذا حدثت كل هذه الامور المتوقعة من تواطيء المجلس العسكري وتزويرة لارادة شعب اراد حريتة ستحدث انتفاضة ومن ثم ثورة ثانية تقلب الطاولة باكملها على الفاسدين ... وايا كان هذا الصدام؟!

ام سيرضى المصريين بما وصلوا الية ويبقى الفساد ويبقى النظام ويبقى الشعب فقيرا ضائعا ذليلا في طلب ابسط حقوقة المسروقة؟!

حقا نحن في زمن تنعكس فيه كل الاراء وتتضارب فيه كل الحلول وتتباين فيه كل المواقف ... حتى تصبح المفاجأه متوقعة ... ويصبح الواقع .... مفاجأة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق