الجمعة، 2 مارس 2012

هيبة ضايعة ... ياولاد الحلال


عندما نتحدث عن اقدم حضارة في التاريخ ... عندما نتحدث عن الدولة التي ذكرت في القرآن ثلاث مرات ومنحها الله سبحانه وتعالى الامن والامان ... كما منحها مختلف انواع الخير الذي لا ينتهي حتى وان سرق على مر التاريخ ... عندما نتحدث عن خير اجناد الارض كما وصفهم الرسول محمد صلى الله علية وسلم ... عندما نتحدث عن دورها التاريخي على مر العصور ... عندما نتحدث عن دورها الرئيسي والريادي في قيادة الدول العربية سياسيا وعسكريا ومكانتها بين العالم واهميتها ... فلن تستطيع المقالات او حتى الكتب ان توصف مصر .

ولا ننسى دور مصر في نهضة الدول العربية التي تعلمت وتأسست على ايدي المصريين المنتشرين في سائر الدول العربية منذ منتصف القرن العشرين وحتى الان في مختلف المجالات من تعليم واقتصاد وسياسة وغيرها.

ومع كل هذه المكانة وهذا الدور القيادي على مر تاريخها القديم كان او المعاصر ... الا اننا وفي استطلاع للتاريخ المصري في العقود القليلة السابقة ... نجد تدهورا وسقوطا ذريعا لمكانة مصر وهيبتها العربية والعالمية ... بفضل النظام الفاسد الذي حول مصر من دولة قائدة صاحبة موقف وريادة الى دولة مقادة تابعة للولايات المتحدة وخادمة لمصالحة حتى وان كانت على حساب مصلحة مصر وشعبها.

وحتى نكون منصفين فلم تكن بداية انهيار هيبة مصر على ايدي الرئيس السابق مبارك ولكن بدأت منذ عهد الرئيس الراحل انور السادات الذي لا يختلف احد على بطولتة في حرب اكتوبر وانتصار مصر على العدو الاصيل اسرائيل ولكن ماذا بعد الحرب؟!

ماذا عن اتفاقية كامب ديفيد او ما تعرف بمعاهده السلام بين مصر واسرائيل التي وقعها الرئيس المصري انورالسادات مع رئيس وزراء اسرائيل انذاك مناحيم بيجين والتي كانت وبالا على مصر وكانت بداية النهاية للهيبة المصرية التي حولت مصر الى دولة تابعة للولايات المتحدة الامريكية والرضوخ الكامل للهيمنة الامريكية على مصر مقابل حفنة من المال تعطى لمصر على شكل معونات اقتصادية وعسكرية ... لتكون ثمناً لسكوت مصر وخضوعها لما تقرره الولايات المتحدة من قرارات في المنطقة العربية لتتحول الى هيمنة كاملة على الدول العربية ونهب خيراتها التي منحها الله لها ومزيد من حماية الكيان الصهيوني .

ليستكمل الرئيس المخلوع مبارك مسيرة الخضوع للولايات المتحدة ليصبح الدور المصري في المنطقة العربية اكثر سلبية .

لم تقف سلسلة الخضوع والتبعية للولايات المتحدة من قبل الرئيس المخلوع عند هذا الحد بل امتدت الى التدخل السافر في الشؤون الداخلية لمصر حتى اصبحت الولايات المتحدة هي المتحكم الاول في الشؤون الاقتصادية  والتعليمية والسياسية ومختلف المجالات في مصر .

حتى يصبح الجيش المصري وميزانيتة وتسليحة تحت اشراف كامل من الولايات المتحدة التي تعلم كل كبيرة وصغيرة عن الجيش المصري وتتحكم في عدد افرادة وتناقش ميزانيتة امام الكونجرس الامريكي !

ليمتد الفساد ومسلسل الهيبة الضائعة ليصل الى كرامة المواطن المصري التي اصبحت رخيصة في وطنة وخارجة ... انعكاسا على سياسة النظام الفاسد التابع الذي رخص من سعر المواطن المصري ... بل رخص من سعر مصر نفسها بين سائر الدول.

لم يترك الرئيس المخلوع مبارك شيئا لم يفسده في مصر واصبحت مصر اخر اهتمامتة ان كانت بين الاهتمامات من الاساس ... حتى تصبح مصالح اسرائيل اهم واولى عند مبارك من مصالح مصر ... وما ادل على هذا بالغاز المصري الذي يصدر الى اسرائيل بارخص الاثمان ولا يجده صاحبة (المواطن المصري) ولو باغلى الاثمان!!!

ليأتي المجلس العسكري احد اهم جنود مبارك المخلصين والمفوضين منه بادارة شؤون البلاد واستكمال سياساتة الفاسدة وتبعية مصر للولايات المتحدة بشكل اصبح مهين ومحزن ومخجل.

ومع انهيار النظام الفاسد لم يتبقى للمصريين من امل في مؤسسات الدولة الفاسدة جميعها سوى القضاء المصري ورمز العدالة التي وإن فسدت ... فلا يتبقى شيئا حينها يستحق الحياة.

لتكتمل احدى حلقات ضياع هيبة مصر وانهيار مكانتها بتدخل المجلس العسكري في شؤون القضاء وبالتحديد في قضية التمويل الاجنبي التي اتهم فيها تسع عشرة مواطن امريكي ... في تهم التمويل والتخابر على مصر في قضية مكتملة الاركان ... ليتم التدخل مرة اخرى في الشؤون المصرية واصدار الاوامر الامريكية للمجلس العسكري الخانع الراكع للولايات المتحدة مثل قائدة الفاسد المخلوع برفع الحظر عن سفر هؤلاء المتهمين وبغض النظرعن كونها قضية يتم البت فيها امام القضاء الذي اصبح بلا قوة على ايدي المجلس العسكري الذي لم يتوانى باعطاء اوامره برفع الحظر عنهم والتدخل السافر في شؤون القضاء المصري الذي لم يجد الا تنحي قضاتة عن استكمال القضية التي اصبحت بلا جدوى واصبح العدل بلا قوة تحمية.
وتزداد الهيبة المصرية ضياعا عندما نعلم جميعا عن ارسال الولايات المتحدة لطائرة حربية لنقل المتهمين الى الولايات المتحدة وخنوع المجلس العسكري بالموافقة على ترك المتهمين في قضايا تمس الامن القومي المصري ... وتزداد الهيبة ضياعا وانهيارا عندما نعلم عن دخول هذه الطائرة بلا ادنى اذن او تصريح من الملاحة الجوية المصرية لتعتبر متسللة للحدود المصرية ومتجاهلة سيادة الدولة المصرية وبمباركة من جنود مبارك الراكعين للولايات المتحدة حتى يتم سفر المتهمين وتصبح القضية بلا متهمين .

الى متى سيقبل الشعب المصري الذي خدع كثيرا وتم التلاعب به كثيرا على ايدي المجلس العسكري الذي ادى ما علية من ولاء لرئيسة الفاسد متجاهلا حدوث ثورة في مصر اراد شعبها التغير وانهاء عصور الفساد ... واعادة هيبة الدولة الضائعة؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق