الأحد، 19 فبراير 2012

حتى لا ننسى سوريا


قد تأخذنا الاحداث في مصر واستكمال ثورتنا المجيدة وتعاقب الاخبار والتطورات بشكل مستمر وتشغلنا عن ما يجري حولنا في العالم وخاصة في الوطن العربي وثورات الربيع العربي التي جائت كالطوفان لتقتلع الانظمة الفاسدة في سائر وطننا العربي.

بعد قيام الثورة التونسية جائت الثورة المصرية ثم اليمنية والليبية والسورية مع بعض الاحتجاجات في البحرين والاردن وغيرها من الدول العربية .

ومع وضوح الرؤية في الثورة التونسية والمصرية والليبية بشكل ملموس ... بقيت الثورة اليمنية والسورية مستمرة ولم يتضح مصيرها ونهايتها حتى كتابة هذه المقالة.

وباطلالة على احداث الثورة السورية التي تعد جنبا الى جنب مع الثورة الليبية من الثورات الاكثر دموية وثمناً من دماء الشهداء السوريين الذين يتساقطون يوما بعد يوم من قبل النظام الوحشي السوري الذي لم يعرف قائدة اي معنى من معاني الرحمة والدين.

وقد يكون هناك بعض الاختلاف بين الثورة السورية والليبية في طرفي الصراع ... فالثورة الليبية كانت بين الثوار والنظام الليبي الفاسد وكلاهما مسلحا ... وعلى الرغم من سقوط الالاف الشهداء في ليبيا الا ان الثوار وبمساعدة حلف الناتو استطاعوا ان ينتصروا ويقضوا على النظام الليبي حتى مقتل رأس النظام معمر القذافي.

وعلى الجانب الاخر وبشأن الثورة السورية التي بدأت في الخامس عشر من مارس 2011 ولا تزال مستمرة حتى يومنا هذا ... لم يجد ثوارها سوى الهتاف والتظاهر السلمي سلاحا! امام القوات المسلحة السورية التي اعطاها قائدها اوامر بسفك دماء الشعب السوري الذي لا يملك سوى كلمة حق تفوه بها في وجة سلطان جائر.

لا يستطيع احد ان يحصي اعداد الشهداء في الثورة السورية ... فالعدد في تزايد يومي بعد ان اعطى بشار السفاح اوامرة للجيش السوري باستخدام كل انواع السلاح وبكل ما اوتي من قوة في وجة الشعب السوري.

قد لا يتخيل او يدرك عقل انسان على وجهه الارض ان يحارب بشار الاسد شعبة ولا يحارب عدوة المغتصب ارضة !! فهذه حقيقة !! ... منذ مارس الماضي وباقتراب عام كامل من الثورة السورية ولا يتوانى بشار الاسد في استخدام شتى انواع السلاح من مدفعية وطيران وغيرها من اسلحة الجيش السوري لقتل شعبة ... وهو لا يحرك ساكنا في مواجهه اسرائيل التي احتلت هضبة الجولان السورية !!
ليتطور الامر الى استخدام السلاح الكيماوي من قبل جيش بشار الاسد في سبيل قمع المظاهرات وقتل السوريين !!

ليستوقفني كثيرا موقف العالم والوطن العربي بشكل خاص من الاحداث السورية وقتل الابرياء وسفك الدماء بشكل يومي وباعداد كبيرة دون تحريك ساكن!

من يتابع الاحداث يجد مواقفا غريبة وضعيفة من الجامعة العربية التي برعت في عقد المؤتمرات والتفكير في الشأن الثوري ونظام بشار الاسد ولكنها فشلت كعادتها في اتخاذ موقف حقيقي تجاه هذا السفاح وقتلة لشعبة يوما بعد يوم.

وعلى الجانب العالمي ... نجد موقفا متباينا من هيئة الامم المتحدة والتي تفرض الولايات المتحدة الهيمنة والسيطرة الكاملة عليها موقفا قويا في احداث الثورة السورية باعطاء اوامرها لحلف الناتو بضرب نظام معمر القذافي ومساعدة الثوار الليبيين في انجاح ثورتهم وعلى الجانب السوري لم تتخذ الامم المتحدة اي موقف يذكر تجاح "السفاح" بشار الاسد!!

وقد يرجع السبب في صمت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي الخانع لاوامر الولايات المتحدة الى حساسية الموقف في سوريا وحدودها المضطربة مع الفتى المدلل للولايات المتحدة "اسرائيل" ... حيث هدد نظام بشار الاسد بالحرب على اسرائيل في حالة اي اعتداء دولي على نظامة مثلما حدث مع نظام معمر القذافي والذي لم يشأ موقعة الجغرافي ان يجد حماية دولية مثل نظام بشار الاسد!

ومع الموقف الدولي والعربي المتخاذل يستمر النظام السوري الغادر في سفك المزيد من دماء السوريين لتزيد اعداد الشهداء السوريين بما يتجاوز الالاف ولا تزال الاعداد في تزايد ... ولا يزال الموقف العربي ضعيف ومخزي ... ويبقى الموقف العالمي اكثر ضعفا وتخاذلا .

قلوب الشعب المصري مع الشعب الثوري سائلين الله ان يعونهم في صد عدوان السفاح العلوي بشار الاسد الذي لم يعرف قلبة مكانا للرحمة ان كان له قلب من الاساس ... سائلين الله ان ينصرهم وينصر ثورتهم ويسقط نظام بشار الاسد القاتل وان يرينا فيه ما رأيناه في معمر القذافي ان شاء الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق