الاثنين، 20 فبراير 2012

حمار في التوك شو


كنا زمان بنقول على صاحب الافق والعقل المحدود "حمار" ونصف دائما الحمار بانه لا يعقل ولا يفهم ... وفي الحقيقة الحمار مظلوم ... فهو يفهم ويعقل ويتحمل اكثر مما يصفونه بالغباء.

اعتاد الشعب المصري ومنذ تنحي مبارك وتسلم المجلس العسكري السلطة ان يتعايش مع الاعلام المصري واغلب قنوات التوك شو في احداث متتالية ومتعاقبة ... وقد تكون هذه الاحداث نتيجة طبيعية لما حدث في مصر من ثورة ... ولم يهدأ الشارع المصري يوما على مدار سنة من الثورة وما بها من احداث ... وقد يكون الاعلام مجبرا في تناول هذه الاحداث حتى لا يتهم بانه ضعيف وغير متواكب مع الاحداث.

وحتى ان اكون منصفا فليس الاعلام هو المسؤول الوحيد عن توجية الشارع المصري تجاه احداث بعينها او التركيز على حدث معين وشغل الرأي العام به ... بل يتشارك بالتأكيد مع المجلس العسكري الذي يرى رسالة في تولية السلطة وتفويض قائدة المخلوع وعلية ان يؤديها .

عندما يكون الاعلام المصري والعربي شأنة شأن جميع المنظومات الفاسدة التي تنشأ في ظل انطمة فاسدة ... فبالتأكيد سنجد الشعب المصري والشعوب العربية بشكل عام ... تعيش دائما حالة من التضليل والتشتيت ... فاذا امر النظام اعلامة بالتحدث عن امر ما ... فلا يتوقف عن الاطناب والتحدث فيه ... واذا امر بانهاء النقاش في هذا الموضوع ... توقف النقاش وفتحت قضية اخرى .

وبعد مرور عام من تنحي المخلوع ومع مرور كثير من الاحداث الصعبة والهامة التي عصفت بمصر من احداث دموية شارك فيها المجلس العسكري سواء بالمشاركة او بالتواطيء او الاهمال ... وجند فيها اعلامة كي يكثر من الحديث عنها لشغل الرأي العام بالقضية الاساسية وهي استكمال ثورتة ونهضة بلادة التي لا تزال تحت سيطرة من لا يستطيعون ادارة شؤون انفسهم.

ليأتي علينا يوما وتصبح القضية والحدث المثار للنقاش وشغل الرأي العام هي قضية "الحمار" !!!

عندما لا يجد المجلس العسكري احداثا يتبناها الاعلام ... وعندما يصبح البرلمان "مكلمة" و"جعجعة" و"مشاجرات" وهذه عادتة من قبل وبعد الثورة ... ومع ضرورة شغل الرأي العام عن ثورتة التي ضحى من اجلها الشهداء والمصابين والمعقتلين وحتى عموم الشعب المطحونين ... لتصبح القضية المثارة والتي هي شغل الراي العام الشاغل من اعلام مرأي ومقروء ومسموع هي قضية سب احد اعضاء البرلمان لرئيس المجلس العسكري ووصفة بانة "حمار" ... ومع صدق هذه الرواية او تكذيبها ... فهذا بالتأكيد لا يعني الشعب في شيء وليست قضية الغذاء او التعليم او النهضة الاقتصادية ... واذا كانت من الاساس قضية فهي قضية شخصية ... يمكن ان تكون محل نزاع في المحاكم وليست امام الشعب في كل الاعلام ... وكانها قضية حياة!

واذا اراد البعض ان يحولها انها قضية سب وقذف لرأس النظام الحالي لمصر وانها ليست شخصية ... فلا تستحق ايضا هذا الاهتمام وهناك اولى بان نشغل اهتمامنا به اكثر .

فلا النائب البرلماني بطل قومي ولا ما فعلة ان كان قد فعلة هو بطولة قومية او نجاح يستحق التقدير علية بل هو سوء ادب ان كان قد حدث بالتأكيد... ولا المشير ومن وصف بالحمار هو الضحية المجني علية الذي يستحق ان نبكي من اجلة!

كفانا تضليل للشعب المصري واثنائة عن استكمال ثورتة ... وكفا الاعلام المصري والعربي دعارة فكرية ... فالدعارة لها اماكن اخرى غير شاشات التلفزيون.


هناك تعليق واحد:

  1. لن ينصلح لنا حال مادمنا لانميز بين الحق والباطل, لانميز بين النافع والضار, , لانميز بين الصديق والعدو

    ردحذف