الثلاثاء، 28 فبراير 2012

سياسة ... قرص الودن


منذ تنحي مبارك واستمرار المظاهرات والاعتصامات من الثوار على المجلس العسكري الذي ابدى مواقف مناهضة للثورة والثوار وومناصرة ومتفقة مع الرئيس المتنحي من حمايتة فترة بقصرة بشرم الشيخ او في بقائة في مستشفى فندقي والاسم محبوسا على ذمة قضية او في حملة الاعتقالات التي طالت العديد من النشطاء سياسيا او من احداث شهرية تسببت في مزيد من دماء الشهداء المصريين لعدد فاق عدد الشهداء في ايام الثورة الاولى.

ومع كل هذه الاحداث اتخذت جماعة الاخوان المسلمين التي شاركت منذ جمعة الغضب في الثور المصرية موقفا مغايرا بعد تنحي المخلوع في محاولة منها الى السعي الى السلطة في الحصول على اغلبية البرلمان ورئاسة النقابات والوصل الى الحلم الاكبر بتشكيل حكومة ... حتى يأتي اليوم الذي يصبح فيه رئيس جمهورية مصر العربية من الاخوان المسلمين .

وباطلالة سريعة جدا على تاريخ الاخوان المسلمون الذي بدا منذ ثمانون عاما على يد الامام حسن البنا الذي اغتيل في 12 فبراير 1949م ومنذ اغتيال الامام حسن البنا ... وعلى مدار فترات حكم الملك فاروق ومن بعد قيام الثورة العسكرية في مصر من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والرئيس الراحل انور السادات والرئيس المخلوع مبارك ... والجماعة الاخوانية تتعرض لحملة كبيرة من الاعتقالات والاغتيالات التي حولت مسار افكارهم الى فكر سياسي يستطيع ان يبقى ويستمر حتى يومنا هذا وبالرغم من كل انواع الحرب التي تمت ممارستها ضدهم من الانظمة المتعاقبة.

ومع الاطار والفكر السياسي ذو الخبرة الكبيرة الذي يتمتع به جماعة الاخوان المسلمين جائت مواقفهم بعد التنحي موافقة ومتفقة مع المجلس العسكري في عدم النزول في اي من المليونيات التي دعا لها الثوار وعدم مشاركة الثوار اي من مظاهر الاعتراض على المجلس العسكري في اشارة لابداء الوفاق بين الاخوان والمجلس العسكري والذي اصاب كثيرين من السياسين والمتابعين بالدهشة ... لما هو غريب في علاقة غريبة تنشأ بين اثنين من الاعداء والتاريخ حافل بهذه العداوة .

حتى وصل الثوار الى مرحلة من العداء مع الاخوان المسلمين واتهامهم بانهم خانوا وباعوا دماء الشهداء من اجل مصالحهم وانهم انتهازيين لا يعرفوا شيئا سوى مصلحتهم التي تفوق مصلحة الوطن ودماء الشهداء الذي اراقة المجلس العسكري والنظام الفاسد واصبح الاخوان في ضغوط من جميع الاتجاهات بين ثوار يعتبرونهم خونة ومجلس عسكري ينتظر لهم غلطة حتى ينقلب عليهم ويخرج ما بداخلة من كراهية لهم وعداء.

وبعد ان استطاع الاخوان تنفيذ مخططهم في السعي الى البرلمان وحصولة على نسبة اقتربت من خمسين بالمائة من المقاعد والعديد من النقابات حتى ازدادت احلامهم في تشكيل حكومة ائتلافية يحصلون فيها على اكثر من تسعة عشر حقيبة وزارية حتى يتحقق لهم الحلم الاكبر والذي قبلوا من اجلة الكثير من التحديات والضغوطات من جميع الاطراف.

ليبدا المجلس العسكري في فهم هذا المخطط الذي قد يكون عالما به منذ البداية ولكنه كان حريص على الا يقع في خطأ من مهاجمة جماعة الاخوان المسلمين بلا مبرر واضح او خلاف واضح للشارع المصري حتى لا يظهر المجلس العسكري الذي يحمل كثير من الادانات والعداء من الثوار ... وحتى الشارع المصري جميعا مترقب دائم لافعالة ... ولكن هذا لا يمنع ان يقاوم المجلس العسكري الموقف الاخواني الذي يتسلل الى السلطة بكل الطرق الممكنة والغير ممكنة وبلا اي موقف صريح عدائي للمجلس العسكري.

وتبدأ سياسة قرص الودن !

هذه السياسية التي تعتمد على تجاهل البرلمان المصري وجعله مجرد مكلمة ولا يستطيع ان يقوم بتشريع قانون واحد فالمجلس العسكري يتسابق باصدار مراسيم عسكرية وقوانين متجاهلا الحق الاصيل للبرلمان في تشريع قوانين الدولة ومنكرا اي صلاحيات للبرلمان الذي تحتل جماعة الاخوان المسلمين اغلبية نسبية فيه.

وعندما تحاول جماعة الاخوان المسلمين ان تكشر عن انيابها في تشريع قانون جديد او في مراجعه قانون للمجلس العسكري او في تقديم تقرير بشأن امكانية نقل مبارك لمستشفى السجن او في مرتكبي حداث بورسعيد وغيرها من التقارير او في تشكيل وزارة واقالة وزارة الجنزوري الذي جاء بها المجلس العسكري ... حتى يخرج المجلس العسكري بامكانية حل البرلمان لعدم دستوريتة ليتحول الاخوان المسلمين حينها الى منازلهم ويفقدوا ما صنعوا من مكاسب عاشوا حالمين بها وساعيين اليها.

لتتحول نبرة الاخوان ويتحول التسلل الى مزيد من الصلاحيات الى خنوع وموافقة على ما ارادة المجلس العسكري وانهم لن يطلبوا او يقرروا اي قرارات ولن تكون لهم صلاحيات مذكورة ... ليرضي المجلس العسكري ويقرر المجلس العسكري التراجع عن حل البرلمان ليعطي اوامرة للمحكمة الدستورية العليا بان تغض الطرف عن حل البرلمان ... فهم قد سمعوا الكلام ولن يخطأوا مره اخرى في المطالبة بحقوقهم ... واذا ارادوا ان يتحدثوا عن صلاحياتهم مرة اخر فمصيرهم معروف بالحل.

هذه كانت سياسة قرص الودن من قبل المجلس العسكري لحزب الحرية والعدالة الذي يمثل جماعة الاخوان المسلمين ... وفي انتظار صدام حقيقي بينهم لا يتنازل اي طرف فيه بحقة ولا تخاف جماعة الاخوان المسلمين من التهديد المستمر من المجلس العسكري لهم ... ليظهر ما يبطن الاعداء لبعضهم البعض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق