الخميس، 26 ديسمبر 2013

كلاهما جاني... والوطن مجني عليه (تفجير المنصورة)



وقعت في الساعات الاولى من صباح يوم الثلاثاء انفجار كبير ضرب مديرية امن الدقهلية مما ادى الى مقتل ثلاثة عشر شخصا واصابة اكثر من مائة مصاب وانهيار جزء من مبنى مديرية الامن والمسرح القومي المتاخم لمديرية الامن وتصدع في بعض المباني المجاورة...

هذا هو الحدث مجرد من اي تفاصيل او رأي او تحقيق وتحري وبحث عن اسباب وقوع الانفجار ومن ورائة ومدى التقصير الامني الذي لم يستطع منع وقوع مثل هذا الانفجار ان لم يكن هناك مؤامرة...

انقسمت الاراء والتحليلات الى من صب غضبة على جماعة الاخوان وانها المستفيد الوحيد من هذه التفجيرات من اجل اشاعة الفوضى وتعطيل الاستفتاء على الدستور واستكمال خارطة الطريق... 

والجانب الاخر من راى بنظرية المؤامرة انها من فعل النظام الحاكم من اجل توريط جماعة الاخوان اكثر والضغط عليها من اجل التفاوض وقبول خارطة الطريق وانتهاء كافة التظاهرات الرافضة للنظام والمطالبة بعودة نظام الاخوان السابق...

ومن المبكر ان يتحدث احد كما حدث بكل اسف عن انواع المتفجرات وكيفية حدوث هذا التفجير واصبحت الشائعات هي المسيطرة على المشهد فمنها من افتى بوجود عبوة ناسفة ومنهم من اكد انها سيارة مفخخة او شاحنة مليئة باكثر من طن ونصف الطن من المتفجرات والعهدة على وسائل الاعلام التى تتبنى الاشاعات وتروج لها بل وتصنعها...


وفي الحقيقة لا يملك احد حقيقة واحدة عن التفجير وكيف تم ومن وراء هذا التفجير الا مرتكبية واصحاب المصلحة في حدوثة... ومن الخطأ ان تتحول الاهواء الشخصية الى واقع مؤكد وتصبح الكراهية سببا في ظلم الاخر لمجرد الاختلاف الفكري والسياسي معه فمن يؤيد الاخوان يرى في الحادث مؤامرة ومن يؤيد النظام يرى ان الاخوان هما الفاعل الحقيقي وحتى من يبغض الطرفين ويرى ان كلاهما فاسد وقع الكثير منهم في خطأ اتهام طرف بالجريمة متناسيا ان الطرف الاخر ليس ببعيد عن ارتكاب مثل هذه االجرائم...

والحقيقة التي لا تقبل الشك في هذا الحادث انه فعل خسيس وحقير من فاعل اكثر خسة وحقارة وان الجاني الحقيقي لن يتم الكشف عنه حتى وإن انتهت التحقيقات وتم تقديم جاني او تصريح احد المسؤولين عن حقيقة التفجيرات واسبابها... فكما تعودنا على مر العقود الطويلة الماضية ان اي حادث كبير او جريمة بشعة تقيد ضد مجهول او بفعل شخص مجنون او "بعقب سجاره" او غيرها من اسباب واهية وكاذبة حتى لا يتم كشف الجاني الحقيقي الذي قد يكون مسؤول ايضا او مسؤول زميل لمن قام بكشف خيوط القضية... وتموت دائما الحقيقة ويبقى الشعب لا يعرف ما هي الحقيقة ولماذا دائما تموت؟!...

ولكني ارى فاعل حقيقي لهذا الحادث واي حادث خسيس سابق من تفجير كنائس او حرقها او اي جريمة حدثت بلا جاني او اي ارهاب لشعب لا يستحق ان يتآمر علية كل هؤلاء الفاسدين...

الفاعل في هذا التفجير في الحقيقة هو كلا الطرفين سواء جماعة الاخوان وباقي الجماعات الارهابية التي تنتمي اليها ويتم تمويلها من حسابات قيادات ورجال الاعمال الاخوان ويشترك معهم النظام الامني الذي لا يختلف كثير في خستة وحقارتة عن جماعة الاخوان والذي قد يستخدم هذا التفجير من اجل التفاوض مع الحقير الاخر (جماعة الاخوان) وليدفع الشعب المصري الثمن دائما نتاج اتفاقات قذرة وحقيرة بين الطرفين الفاسدين الذين لا يهتموا بشيء سوى مصالحهم واهدافهم حتى لو بدماء كل المصريين....

اعني بالنظام الامني كافة الاجهزة الامنية بداية من الجيش وكافة اجهزتة وعلى راسها المخابرات الحربية وايضا المخابرات العامة ونهاية بالشرطة وكافة اجهزتها من امن الدولة وباقي الاجهزة... 

واذا اراء الله بمصر خيرا فليخلصنا من الطرفين سواء قيادات الاجهزة الامنية او قيادات الجماعات التي تدعي الاسلام وتتاجر به وبدماء المنتمين اليها... ولن يخلصنا الله ونحن واقفين مشاهدين لكل ما يحدث من فساد يدور حولنا ويحدث بوطننا بل ويصيبنا ايضا بعدوى الفساد حتى نصبح كلنا فاسدون وتصبح الانظمة الحاكمة قدر شعبها الذي يستحقها!... لا بد ان يكون للشعب دور حقيقي في القضاء على كل هؤلاء الفاسدين... وهو الدور الذي لا يعلم احد كيف يحدث وكيف نصل يوما الى دولة جديدة بعد فناء الدولة العميقة من الفساد... هل بثورة ام بمشاركة الشعب في المشهد السياسي وتغييرة ولو على مر سنوات طويلة من النضال ومحاربة الفساد سواء فساد الدولة او فساد انفسنا...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق