الجمعة، 23 أغسطس 2013

بين خيانة الاخوان ومؤامرة النظام



خرج مبارك امس وازداد احتقان المؤمنين بالثورة من الشعب المصري والذين استشعروا ان  هناك مؤامرة تمت احاكتها بكل دقة حيث جاء الاخوان للحكم وهم بغباؤهم سعداء بهذا الانجاز التاريخي وما كان في مجيئهم الا كشف حقيقتهم ونواياهم الدنيئة لعموم الشعب المصري الذي لطالما كان متعاطفاً معهم ومؤمن بانهم ضحية النظام السابق الحالي الذي كشف مخطط الاخوان في الاستحواذ على كل شيء والتمكن من مفاصل الدولة في ما كانت تسمى بمخطط "التمكين" حتى يكون في اسقاط الاخوان ذريعة وسبب في عودة النظام السابق التي قامت الثورة ضدة ولو مع بعض الاختلاف في الوجوه والشخصيات ونسبيا بعض السياسات...

اذا كان هذا هو شعور الثائرين السلميين المؤمنين باهداف ثورتهم فهو ايضاً قد يكون في مصلحة جماعة الاخوان التي وجدت نفسها وحدها بعدما خانت الجميع واولهم الثوار حتى تخلى الثوار عنها وانضم الى عموم الشعب المصري في تظاهرات 30 يونيو الماضي التي كانت سببا في الاطاحة بنظام الاخوان... وقد يكون في ما يحدث من برائة مبارك وبعض رموز النظام السابق في التوقيت الذي عاد فيه قيادات جماعة الاخوان الى غياهب السجون امرا مدبراً وليس محض صدفة او اجرائات قانونية...

وحتى يقع الثوار هذه المره بين براثن النظام السابق الذي يلوح في الافق عودتة وبين خيانة الاخوان التي لن تمحى من ذاكرة الثوار الذين فطنوا جيدا لمدى سذاجتهم في السابق وتصديقهم للاخوان ومساندة البعض من الثوار للاخوان في انتخابات الرئاسة الماضية على حساب مرشح النظام السابق احمد شفيق... حتى تمر الايام ويكتشف هؤلاء البعض ان محمد محمد مرسي العياط الرئيس المعزول لا يختلف شيئا عن احمد شفيق مرشح النظام السابق بل وقد اصبح احمد شفيق الضحية التي ظلمت من الجميع وهو لا يحمل في ثناياة اي صفات للضحية او الوطنية من وجهة نظر الكثيرين...

اصبح المشهد ضبابي ولكن هذه المرة باكثر تعقيد وصعوبة من ذي قبل... حيث اصبحت الثورة في حل من ان تتحالف مع من خانها وسرقها في السابق وهم جماعة الاخوان المتأسلمين او ان تقبل باوضاع قد تتسبب في عودة النظام السابق بكامل صورتة وبالتالي عودة الثورة المصرية الى المربع صفر...

وبين كره الاخوان والسعادة بما وصل الية الاخوان من مصير وبين الخوف الشديد من انهيار حلم الثورة واهدافها التي قد تصبح كأن لم تكن اذا ما عاد النظام السابق بالفعل تصبح كل الامور ممكنة وطبيعية فقد تجد الاختلاف والتشتت بين الجميع وقد يتحول الصديق الى عدو وقد يكره الاخ اخوه وقد ينقلب المؤيد الى معارض والعكس وتتحول مصر الى بحر من الفتنة والتفرق مره اخرى وهو الامر الذي قد يؤول بمصر الى بحور جديدة من الدم والى عدم استقرار او نجاح على فترات بعيدة قد تصل الى سنوات وقد تصل الى ما هو اكثر ولا يحمد عقباه....

وتفاديا لهذه الصورة القاتمة والمصير الصعب الذي لا يتمناه اي مصري محب لوطنة يجب على النظام الحالي ان يثبت حقيقة الاوضاع وان ينفي بكل الوسائل ما يؤكد الشكوك التي بداخل العديد من الثوار الذين لا يعرفوا في حياتهم قيمة او هدف الا ثورتهم التي كانت سببا في ان يعرف الشعب المصري اجمع اين حقة ومن سرقة وكيف يسترده؟...

حتى لا تختلط الامور وتعود الجماعة الارهابية الى جماعة مظلومة وضحية وتستحق التعاطف والمساندة وهي لا تستحق الا مصيرها التي آلت الية واكثر... وحتى لا تنهار الثورة التي ضحى الشعب المصري بكل غالي ورخيص من اجلها والا تعود مصر الى المربع صفر بعد ثلاث سنوات من اقصى معاناة شديدة قد مر بها الشعب المصري على مر تاريخة القديم والحديث...

هكذا تكون الصورة في مصر وهكذا تصبح كل الامور معقدة وصعبة الا في حالة ان يعرف الجميع الحقيقة والا تصبح المؤامرة والخديعة هي اكبر قانون يسير علية النظام الحاكم في مصر..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق