الجمعة، 1 مارس 2013

الثورة بين انتهازيين... عسكري واخوان مسلمين


يتسائل الثوار اين ثورتهم والى اي مدى وصلت ووصلوا فيها من نجاح حتى يجدوا انها لم تصل بعد ولم يصلوا هم ايضا الا اي نجاح... فقد تأرجحت الثورة بين المجلس العسكري الذي تلقف الثورة منهم بالتفويض المزعوم من مبارك سبب الثورة بالاساس ثم تلقفها الاخوان من العسكري بعد عامين من الصراع الثوري والسياسي... تصدر الثوار المشهد الثوري وتصدر الاخوان المشهد السياسي لتستقر الثورة في ايدي الاخوان بعد وصولهم للسلطة...

ليبقى الثوار قابعين في مكانهم وتظل الثورة بعيدة عنهم... حتى وان استراحوا من انتهاء حكم العسكري ومجيء اول رئيس مدني لمصر فلم تدم راحتهم طويلا بل وباسرع مما يتخيلوا حيث عاد الصراع والنزاع والمشهد الثوري مثلما كان ابان الثورة وطيلة العامين الماضيين مطالبين بانتزاع الثورة من الطرف الانتهازي الذي قفز على ثورتهم وافرغها من محتواها حتى تصبح كل دماء الشهداء التي سقطت في السابق ثمنا لحصولة على السلطة وحتى تبقى السلطة للابد كان لزاما سقوط دماء شهداء جدد وهذا ما يحدث بالفعل الان في كل ميادين ومحافظات مصر وبفضل الشرطة التي لم تتغير سياساتها القمعية الفاسدة مضافا اليها ميليشيات الاخوان التي لا تكترث بدماء المصريين وكانهم ليسوا مصريين...

وما قد زاد حدة الصراع وعودة الثوار للمشهد الثوري عنصرية الاخوان المسلمين الذين ارتأوا في تشوية كل من يخالفهم او يعارضهم في وصفة ب "الفلول" حتى الثوار الذين سالت دمائهم وسقط منهم شهداء في كل الاحداث التي المت بالثورة منذ قيامها وحتى يومنا هذا وكانت هذه العنصرية من قبل الاخوان المسلمين سببا في دخول مؤيدي النظام السابق والمدعوون ب "الفلول" وهي تسمية ايضا عنصرية اقصائية... داخل الثوار واصبح الجميع معارض لبقاء الاخوان في السلطة حتى وان اختلفت اتجاهاتهم وامانيهم واهدافهم...

المؤيدين للنظام السابق يريدون اسقاط الاخوان وعودة المجلس العسكري لتولي شؤون البلاد وبقاء المجلس العسكري حينها للابد فلم تكن للثورة مكان بل كانوا يكرهونها ويعتبرونها نكسة وليست ثورة وكانوا مدينين بالاعتذار للرئيس السابق محمد حسني مبارك واضافوا احمد شفيق للاعتذار له على عدم وصولة للسلطة في انتخابات الرئاسة في شهر يونيو من العام الماضي والتي جاء فيها مرشح الاخوان بدلا من مرشحهم... 

بدأت الفكرة بتجمع العشرات امام الشهر العقاري في محافظة بورسعيد من اجل عمل توكيلات للفريق عبدالفتاح السياسي وزير الدفاع من اجل التفويض بادارة شؤون البلاد وهو الامر الغير قانوني ولكنه الخطير سياسيا حيث ينبأ عن دعوة حقيقية شعبية لكل مؤيدي النظام السابق والذي انضم لهم الكثيرين من الاغلبية الصامتة التي رأت في الثورة بعد عامين من مرورها مجرد تدهور للاوضاع وعلى الرجوع للماضي بكل معاناتهم فيه فضل وافضلية...

واذا كان هذا الجزء من الشعب وهو جزء ليس باليسير يرى في الثورة على الاخوان عودة الى الماضي وليس تاييدا لثورة يناير التي اطاحت بالنظام الذي كانوا يفضلون... 

فالجزء الاخر من المشهد الثوري هم الثوار الحقيقين الذين سعوا منذ البداية من اجل تغيير حقيقي لمصر وخروج من نفق الفساد المظلم الى افاق التقدم والرقي الذي تستحقة مصر ودفعوا في سبيل هذا الكثير من الدماء ولا يزالوا يدفعون من دمائهم الكثير والكثير وفي هذا الجزء الثائر على الاخوان رفض لبقاء الاخوان الانتهازيين الذين انتهزوا ثورة يناير ودماء الثوار حتى يصلوا الى السلطة... ورفض ايضا لمجيء العسكري مرة اخرى فهو الانتهازي الاخر الذي لم يترك السلطة قبل مجيء الاخوان الا بمزيد من دماء الثوار في مذابح شهرية معروفة... وبالرغم من اتفاق الثوار ومؤيدي النظام السابق على اسقاط الاخوان فالاختلاف بينهم واضح في حقيقة مجيء المجلس العسكري مرى اخرى وبقائة في السلطة بل والاختلاف قد يمتد الى استعداء مرة اخرى مثلما كان بينهم في السابق ابان تولي المجلس العسكري ادارة شؤون البلاد بعد تنحي الرئيس السابق محمد حسني مبارك...

ولكن..............

تصاعدت الاشاعات بقوة في توتر العلاقات بين الجيش والاخوان سواء في نية الرئيس محمد مرسي في اقالى الفريق عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع الحالي ومن ثم الاشاعات التي تقول ان الجيش بصدد الانقلاب على الاخوان بسبب الاحداث الاخيرة من عصيان مدني وتظاهرات واضرابات في كل محافظات مصر... واصبح الجميع يتحدث بثقة عن حقيقة هذه الخلافات وانها ستكون سببا في سقوط الاخوان القريب من على سدة الحكم وفناء الجماعة للابد وهروب قياداتها للخارج ممن سيستطيعوا الهرب قبل القبض عليهم من قبل الجيش وتحولت الاشاعة الى احداث متعاقبة ونتائج وهي حتى الان لا تعدو كونها اشاعة قد تصدق وقد تكون كاذبة وقد تكون حربا كلامية بين الاخوان والمجلس العسكري بصدد بعض المصالح وتضارب البعض الاخر... 

ولكن انساق الجميع وراء هذه الشائعات بتيقن كامل وتأكيد لا اعلم من اين اتى فقد دخلت جبهة الانقاذ في هذا برفض دخول الانتخابات البرلمانية المقبلة في اشارة منها باستكمال الثورة والسعي للضغط على النظام الاخواني وفي المقابل ازداد عناد جماعة الاخوان واصبحت الولايات المتحدة هي المسؤولة عن الصلح فيما بين النظام الحاكم والمعارضة السياسية...

كما انساق الثوار وراء ذات الاشاعة وان الجيش بصدد الانقلاب على الاخوان وهو ما قد يحقق له جزء من اهدافة ولكن تبقى مشكلة الثوار في الجزء الاخر وهو المجلس العسكري الذي سيعود بشكل طبيعي للسلطة في حالة سقوط الاخوان... وكيف له ان يكمل ثورتة بعد ان يعود المجلس العسكري للسلطة؟!

وانساق ايضا مؤيدي النظام السابق لذات الاشاعة فرحين مؤيدين لها بشدة فهي قد تحقق كل احلامهم وامانيهم واهدافهم في مجيء المجلس العسكري مرة اخرى وسقوط الاخوان وانتهاء الثورة التي كرهوها وكرهوا من قام بها منذ ان قام بها من الاساس...

كما طالت الاشاعة وانساق ايضا ورائها جماعة الاخوان انفسهم واعطوا اوامر لمليشياتهم المسلحة للنزول الى الميادين مثلما يحدث الان في المنصورة وغيرها من المدن والمحافظات المصرية من اجل قمع التظاهرات حتى تهدأ الاوضاع مثلما يحلمون ويتمنون كي تمضي جماعتهم في خطة التمكين ولقطع الطريق على الجيش الذي ترى فيه جماعة الاخوان المستفيد الاول من الاضطرابات وسوء الاوضاع في البلاد كي ينقلب عليهم وتدين له السلطة مرة اخرى منساقين في هذا وراء ذات الاشاعة التي تقول: الجيش اقترب صبرة ينفذ وسينقلب قريبا لحماية شعب مصر ودماء المصريين من فساد النظام الحاكم المتمثل في جماعة الاخوان المسلمين..


وعن حقيقة الاشاعة من كذبها لا يعلم احد وقد يعلم هذا فقط اصحاب الاشاعة نفسها والتي ازعم انها من افكار المخابرات العامة المصرية التي وصل اليها الاحتقان من جماعة الاخوان مثلما وصل الى جموع المصريين بعد الاهانة التي تعرض لها الجهاز الامني الكبير بضرب احد ضباطة على ايدي احد قيادات الاخوان في الاسكندرية ونتيجة لغضب قد يكون حقيقي داخل المؤسسة العسكري وكل المؤسسات الامنية المصرية تجاه جماعة الاخوان الذين تحولوا من متهمين ومساجين لدى هذه الاجهزة الى حكام آمرين لها... 

وعلى الجانب الاخر اذا كانت هذه الاشاعة محض افتراض ولا اساس لها من الصحة فقد يدفع ثمنها الجميع باهظا وقد تكون سببا في بقاء جماعة الاخوان وقد تكون الاشاعة الاخرى التي تقول ان وزير الدفاع الحالي الفريق عبدالفتاح السيسي منتمي لجماعة الاخوان صحيحة... فلا يعلم احد خارج المطبخ الامني حقيقة كل هذه الاشاعات وباي غرض او مصلحة يتم اطلاق هذه الاشاعات وما هو الحقيقي منها وما هو المزيف...

هناك تعليق واحد: