الثلاثاء، 26 فبراير 2013

المسخ... محمد مرسي


لا اجد ولن اجد بدا او تنميقا في وصفي لمن قدر له وقدر لنا وقدر لمصر ان يصبح رئيسها والمسؤول الاول عن ادارة شؤونها سوى وصفي اياه ب "المسخ"...

قلت كتاباتى وتدوينى عما يحدث ليس من كثرة ما يحدث وتعاقب الاحداث فحسب بل بسبب حالة الاكتئاب الشديدة التى اصبحت تلازمني وتحتوينى دائما... ماذا اكتب ولماذا اكتب وانا لا ارى في كتاباتى اي تغيير او تفائل او طموح بقادم كنت كما كان الجميع يتمناه مشرقاً...

اضرابات... اعتصامات... مظاهرات... واخيرا عصيان مدني... هنا وهناك... في كل محافظات مصر لا يخلو منها الاحتجاج والرفض والضيق والكرب وكل ما يمكن ان تصف به سوء للاوضاع والاحوال لعموم المصريين الذين بلغوا من اليأس والاكتئاب والضجر ما لم يبلغوه حتى في عهد النظام السابق الذي كان يسرقهم في وضح النهار وفي ظلمة الليل..

يسقط شهداء هنا وهناك... لن تستطيع حتى وان كنت اكبر جهة احصاء بالعالم ان احصر عدد الشهداء الذين يتساقطون اما جراء العنف والعدوان الغاشم من اسوء جهاز امني كان ويكون في اي دولة في العالم او عن طريق حوادث الاهمال وانهيار المنازل وكل ما تستطيع ان تحصية من كوارث تحدث في مصر بشكل يومي وبتعاقب دقيق لا يستطيع متواطيء او متعمد حدوثة...

ويبقى ما يسمى برئيس الجمهورية بلا اي تفاعل او فعل سوى بعد الخطابات الغبية القميئة التي لا تحمل اي جديد سوى مزيد من كل ما سبق من احداث واوضاع سيئة... وكانة يعيش في وطناً اخر غير الذي نعيش فيه... حتى ادرك شعب مصر انه لا يخاطب رئيس الجمهورية فردا واحدا بل يخاطب جماعة من الاشخاص المتحكمة في مصير هذا المسخ وفي ادق تفاصيل حياتة... ولا ابالغ إن قلت انهم قد يحددوا له وقت مجامعة زوجتة اذا كان هذا المسخ يحمل اي صفة من صفات الذكور...

المشهد المصري قاتم وبائس ويدعوا للاكتئاب... ولما لا وقد تداخلت كل الامور واصبح الجميع بلا موقف موحد او فكرة واحدة في حب مصر... جماعة الحكم في واد... والمعارضة السياسية في واد آخر... والثوار المؤمنين بثورتهم في واد... والشعب البسيط الذي اراد الحياة في واد اخر... تلعب المصالح دائما دورها... لمن يملك المصالح... ويبقى الباقي مشاهدا لا يعلم الى اين وكيف تذهب السفينة التي تقل الجميع وعلى اي من الجميع يتبع ويستمع وينصت ويثق... فالمصالح هي الاساس وليذهب الباقيين الى الجحيم بل ولتذهب سفينة الوطن باكملها الى الجحيم اذا كان هذا سبيلا في الوصول الى المصلحة!

لم يعد يثق الشعب في اي متحدث او متظاهر بانه يفهم شيئا من السياسة... فقد اصبحت كلمة السياسة عند عموم المصريين بالكلمة القبيحة القميئة التي لا يود سماعها... فلم يجد من ورائها يوما سوى الشقاء والفقر وسوء الاحوال... اما نظام حاكم طامع فاسد انتهازي... او معارضة فاشلة طامعة ايضاً... لا يشعر ايا منهم بالشعب ولا بماذا يريد هذا الشعب؟... فقط ما يريدون ويرغبون ويسعون الية هو الاساس والهم والاهم!

يمضي النظام الفاسد في مخطط التميكن متجاهلا الجميع... وتمضي المعارضة في مخطط اسقاط النظام بلا اي ترتيب للاهداف او معرفة ماذا بعد اسقاط النظام... ويبقى الجيش صاحب السلطة طوال الستين عاما الماضية متفرجا ضاحكا وهو يعلم ان الطرق جميعها تؤدي الى عودة السلطة الية متظاهرا بانه لا يريد السلطة في مصر من جديد كاذبا بهذا الادعاء...

ويبقى الشعب ضائعاً تائهاً بين هذا وذاك لا يعلم الى اين مصيرة والى متى سيبقى يعاني وسيظل مطحون؟!... 

ادارة شؤون البلاد فاشلة بدرجة اكبر من وصفها او تدوينها في مدونات ومدونات... لا يوجد شيء في مصر ايجابي سواء من الحكومة او المعارضة او حتى الشعب الذي يأثر دائما السلبية نتيجة تردي اوضاعة الاجتماعية المستمرة... 

وصفت منذ شهور وبعد شهور من تولي الرئيس الاعتباري لمصر محمد مرسي السلطة بانه طرطور وقد تطور الوصف الى المسخ وقد سئمت من كثرة وصفة بمثل هذه الصفات كما سئم الجميع من صنم لا يتحرك ولا يجد في نفسة قادرا ان يكون صاحب شخصية ورؤية لهذا الوطن الكبير الا ان يبقى دمية في ايدي جماعة الاخوان ورجال اعمالها المسيطرين عليها واصحاب القرار الحقيقين في ادارة شؤون مصر وعلى هذه الدمية وهذا المسخ سوى التنفيذ...

اعلن احد المذيعين "عمرو الليثي" عن لقاء تلفزيوني مع الرئيس محمد مرسي في تمام الساعة الثامنة من مساء يوم الاحد الرابع والعشرين من فبرايرا للعام الجاري وانتظر الشعب البائس هذا اللقاء قد يجد فيه بعض الكلمات الداعية لاي تفائل على اقل تقدير فلم يجدوا اللقاء ولم يجدوا الرئيس واستمر الانتظار حتى تمام الساعة الواحدة من صباح اليوم التالي الاثنين الموافق الخامس والعشرين من شهر فبراير حتى يطل عليهم الرئيس في لقاء مسجل تم "منتجتة" حتى لا يعرف الشعب ما قد دار في هذا اللقاء من اسالة محرجة!...

ولم تكن هناك اسالة محرجة طالما المذيع جاء لينافق الرئيس المسخ ويمدحة طيلة اللقاء وكأن الرئيس المسخ وجد بدا من بعض الدعاية وايهام الشعب بان هناك جديد يبعث على التفاؤل!
وانتهى الخطاب كما بدأ بلا اي جديد سوى بعض الاسالة الداعمة للمسخ وبعض اجابات المسخ الكاذبة التي لم يصدقها احد ممن تحملوا السهر والعناء في انتظار لقاء السيد المسخ!

واذا خرج الشعب من هذا اللقاء بشيء ما فما هو الا تأكدهم بانهم تحت حكم جماعة فاسدة من رجال الاعمال الفاسدين وما هو مرسي الا مجرد مسخ دميم ومتحدث ابكم للرئاسة!... وتبقى الاوضاع سيئة وتبقى حالة الاكتئاب والحزن في نفوس الشعب المصري الذي ندم كثيرا على بقائة مستيقظا كي يستمع الى هذا المسخ الذي لا يستحق ان يكون مصري لا رئيسا لمصر...

تضارب المصالح... نظام حاكم ماضي في خطة التمكين بلا توقف... وجيش غير راض عن الاوضاع ولكنة مترقب وداعم للانقلاب وثوار يريدوا ان ينتزعوا ثورتهم من مخالب الاخوان والجيش وشعب يريد ان يعيش ولا يعرف كيف يعيش طالما هناك نزاع وفوضى دائمة لا تتوقف يشترك فيها الجميع وعلى راسهم النظام الفاسد الحاكم الذي لم يرى الشعب المصري غيره طيلة عقود طويلة فيبقى الفساد ملازما للحكم ويبقى الفقر وسوء الاوضاع ملازما للمحكوم...

سارت الثورة في طريق خطأ منذ البداية ولهذا السبب وصلت الاوضاع لما نحن فية الان... فهل يستطيع الثوار ان ينتشلوا الثورة من الضياع ام يفشلوا في هذا وتضيع مصر بين براثن الاخوان والجيش ايهما اقوى سيحكم؟!

نعم هي حقيقة الاوضاع في مصر وحقيقة التساؤلات التي لا يوجد لها اجابة ولا يعلم احد الى اين نحن ماضيين... ويبقى الاكتئاب والبؤس والشقاء والعناء عنوان عموم المصريين...
وفي الايام القادمة سرد وتدوين لمخططات كافة الاطراف حتى ينال من يقرا تدويناتي حقيقة الموقف ويعلم الى اي وضع وصلنا بمصر..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق