الثلاثاء، 15 يناير 2013

قطار الموت... حادثة البدرشين ومسلسل متكرر


في الساعات الاولى من يوم الثلاثاء الموافق 15/1/2013  وأول حوادث العام الجديد... لقى اكثر من 19 مجندا مصرعهم بالاضافة الى اكثر من 107 مصابا في حادث انقلاب عربة قطار بعد انفصالها عن باقي القطار وخروجها عن القضبان حسب الارقام التي ذكرتها وزارة الصحة وهذا قبل رفع عربة القطار والتي من المتوقع وجود المزيد من جثث المجندين الذين كانوا ذاهبين الى معسكر التجنيد الخاص بهم حتى ارتادوا قطار الموت...

هذا هو الحدث والحادث... ولكن....


هل كان القطار وسيلة مواصلات ام وسيلة للموت السريع في مصر؟...

هكذا تكون القضية وهكذا كانت القضايا السابقة في مئات القطارات التي اما تصطدم ببعضها البعض او تحرف عن القضبان او تحترق... والنتيجة المؤكدة عدد من الشهداء في هذا القطار او ذاك... والمؤكد انها كوارث والمؤكد ايضا انها بلا جاني او متهم ان لم يكن بالتواطيء فعلى الاقل بالاهمال والذي لا يقل عن التواطيء في جسامة الجريمة شيء...

عرفت مصر حوادث القطارات عندما عرف الفساد طريق الانظمة الحاكمة لها فقد شهدت مصر في عصر النظام السابق العديد من حوادث القطارات حتى قامت الثورة التي خلعت هذا النظام الفاسد في كل مناحي الحياة في مصر ليأتي نظام جديد بلا اي تغيير....

جاء النظام الجديد والذي استبشر الشعب المصري به خيرا في تعديل وتغيير الاوضاع او على اقل تقدير تحسينها... فلم يكن لهم الا ان وجدوا اوضاع مصر باقية كما هي وكأن الثورة لم تقم او تحدث او انها ماتت كما مات الشهداء الذين لم ياتي حقهم حتى الان...

تكررت حوادث القطارات في عهد النظام الحالي وبقيت وزارة النقل تحمل نفس فساد الوزارات السابقة بل زاد الامر حدة في الفساد حيث اصبحت حوادث القطارات في غضون الشهور الماضية ومنذ تولي الرئيس الجديد محمد مرسي منصبة اكثر تكرارا واصبح شهداء القطارات اقرب في اعداهم من شهداء الثورة المصرية... مما يدل على فساد عميق في حكومة ضعيفة لم ولن تستطيع ان تدير شؤون مصر ولو حتى بتسيير الاعمال حيث تفشل كل الاعمال واصبحت المواصلات وسيلة للموت وليس للنقل!

لم تمر شهور بسيطة على حادثة قطار اسيوط في عهد النظام الحالي والذي لم تحرك الحكومة ساكنا اكثر من اقالة وزير النقل وجعلة مستشار فني لمترو الانفاق!... وكأنها ليست عقوبة له بل تكريم...

 وكأن حياة المصريين ارخص مما يتخيل احد فلا محاسبة او محاكمة لوزير وحكومة مسؤولة مسؤولية مباشرة عن حادثة مفجعة راح ضحيتها تلاميذ صغار اثناء ذهابهم للمدرسة وانتهت قضية قطار اسيوط بلا ادنى مسؤولية او ردة فعل من النظام الفاسد...

حتى وان لم تكن هناك محاسبة فعلى الاقل وجبت العناية والاهتمام بالسكك الحديدية حتى لا تتكرر الكوارث وهو ايضا لم يحدث حتى جاء قطار الموت بالبدرشين الذي كان يقل مجندين من خيرة شباب مصر لنقلهم الى معسكر الامن المركزي حيث قضاء فترة التجنيد الخاصة بهم حتى يلقوا حتفهم في قطار متهالك لا يصلح للاستخدام الادمي وهو ما يؤكد ان حياة المصريين ارخص عند النظام الحاكم وحكومتة من حياة الحيوانات او البضائع التي يتم نقلها بالقطار!

انفصلت عربة القطار من باقي العربات وخرجت عن مسارها لتصطدم بقطار بضائع وتاخذ كل ما يقابلها كما قذفت كل ما بها من جنود ضحايا ابرياء... وبقى النظام نائما لم يشغل بالة حتى بادارك الموقف وسرعة اسعاف المصابين حتى القنوات الرسمية للدولة لم تغطي الحدث الا بعد ساعات من حدوثة وبعد ان نقلتة وسائل الاعلام الخاصة التي طالما يتهمها النظام بانها مغرضة!!!

مات من مات واصيب من اصيب ولا تزال اعداد الوفيات قابلة للزيادة والحكومة لم تكترث بما حدث كما لم تكترث بما حدث من حوادث سابقة واصبحت مصر والمصريين اقل من ان تشغل الحكومة بالها بهم وكانها جائت من اجل الحصول على السلطة والمناصب بلا اي مهام ولتذهب مصر الى الجحيم!

ما شاهدتة امس من حادث قطار البدرشين المروع لا يسعني الا ان اتاكد بما لا يدع مجالا للشك ان الرئيس الحالي وحكومتة وجماعتة التي شوهت صورة الاسلام ودمرت مصر في شهور لا بد ان ترحل وقريبا قبل ان تصبح مصر وبمصطلح حقيقي وواقعي "خرابة"...

لا مشروع نهضة ولا اي مشروع ولا قدرة على ادارة شؤون البلاد او حتى تسيير الاعمال بها والنتيجة مزيد من الكوارث والشهداء الذي لم ينتهي عددهم حتى الان والاعداد قابلة للزيادة اما في هذه الحادثة المفجعة او في حوادث اخرى قادمة حتماً...

لا مناص الا من رحيل النظام الفاسد الذي لم يختلف ولو قدر انملة عن فساد النظامين السابقين ولا بد ان تعلوا بمصر ويغلوا ثمن ابنائها الذين اصبحوا ارخص من رغيف العيش الذين يموتون من اجل ان يحصلوا علية...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق