الثلاثاء، 15 مايو 2012

المخابرات ... المهمة المستحيلة!



باتت المخابرات بنوعيها العامة والحربية احد اهم واقوى الاجهزة الامنية في حفظ الامن وبخاصة من اي اخطار خارجية ... وبكامل السرية والحذر.

وفي ظل الانظمة الفاسدة التي تسيطر على الحكم في مختلف اقطار العالم العربي تنفيذا للمصالح الامريكية الاسرائيلية في المنطقة ... قد تتحول تلك الاجهزة الامنية الى اجهزة لحماية الانظمة وحماية مصالح العدو على مصالح الوطن.

قد يصبح التحدث عن هذه الاجهزة الامنية امرا عبثيا وتخطي لخطوط حمراء لا يعلم احد من وضعها ولماذا وضعت؟! فهل مع التطور العلمي والتكنولوجي في مختلف المجالات بقيت فكرة الجاسوس الذي يسافر اليونان! ويقابل مخابرات العدو ويرتاد مقهى ثم يركب (تاكسي) حتى ينزل ويركب القطار للتموية؟!!!

بل تحول الجاسوس من شخص الى قمر صناعي استكشافي يكشف كل ما يدور في اقطار الدول العربية حتى تعلم الولايات المتحدة واسرائيل كل ما يدور في اقطار الوطن العربي ... وصولا الى الاماكن المغلقة وحتى غرف النوم.

وفي ظل فساد النظام وتحول الاجهزة الامنية كاملة الى حماية النظام بدلا من حماية الوطن ... تأتي المهمة المستحيلة للاجهزة الاستخباراتية المصرية ويالها من مهمة:-

منذ قيام ثورة يناير والتي عجزت كل اجهزة المخابرات في سائر اقطار الوطن العربي في كشف مدى قوتها وتعداد ثوارها حيث لم تتعدى تقارير المخابرات سوى كونها وقفات احتجاجية لا يتخطى تعدادها اكثر من الف شخص ... فما بالك بمئات الالاف وصولا لملايين المواطنين!!!

حتى تأتي المهمة المستحيلة والبطولية لاجهزة المخابرات ... حيث بقيت المخابرات وباستثناء... عن باقي الاجهزة الامنية التي لم تلوث بعد ولم يكتشف فضائحها عموم المواطنين مثلما انكشف جهاز الشرطة وسقط حتى يعرف المواطن كيف تدار الاجهزة الامنية التي كانت في خدمة الشعب!! ام خدمة النظام.

عملت الاجهزة المخابراتية من عامة وحربية بعد الثورة على نشر الكثير من الاشاعات بين عموم الشعب في محاولة مدروسة لتشوية صورة الثورة والثوار ... كما قام افراد التحريات العسكرية والعامة في النزول الى المظاهرات والاندساس بين الثوار حتى يتم التحري الدقيق لما يفكر فية الثوار وكيف يتم التجسس عليهم بعدما فشلت هذه الاجهزة الاستخباراتية في التجسس على اعداء الوطن من الكيان الصهيوني الذي تحول الى كيان صديق وتحول الموساد الى جهاز صديق للمخابرات العامة والحربية.

كما قامت بتقديم تقارير اسبوعية وشهرية للمجلس العسكري عن مدى تشوية الثورة وابتعاد الشعب عنها وعن مدى نجاح الاعلام في بث الافكار الفاسدة التي جعلت الشعب المبارك للثورة الى شعب مبارك لما سبق من عهد مبارك.

وفي خضم كل هذه المهام المستحيلة البطولية التي يقوم بها الجهاز الاستخباراتي العام والحربي في خدمة النظام والاشتراك في القضاء على ثورة مصر المجيدة لا ينسى الجهاز في خدمة مصالح الموساد خارجيا ... وشحنة الوقود الخاصة بمحطة كهرباء فلسطين الوحيدة وتعطيلها في السويس خير دليل.

وحتى تعلم كم هي السياسة الفاسدة في ادارة شؤون البلاد وبقاء النظام لم يسقط حتى الان ... فاسأل عن دور اللواء عمر سليمان بجهاز المخابرات المصرية ولماذا حتى الان له الكلمة والقرار بالرغم من خروجة من هذا المنصب منذ ان اصبح نائبا لمبارك ابان الثورة المصرية وانتهاء اي دور سياسي او امني منذ تنحي المخلوع!!

ومع كل هذه المهام المستحيلة البطولية في حفظ النظام يأتي دور الاجهزة الاستخباراتية في دعم احمد شفيق الذي قد يبارك بحصولة على منصب الرئيس ... المجلس العسكري الذي يعتبر احمد شفيق زميلا في المؤسسة العسكرية وجنود مبارك المخلصين والضمان الحقيقي لبقاء حكم العسكر وانتهاء ما حدث من ثورة الى نهاية مآساوية للثوار وبقاء حقيقي وعودة قوية لنظام فاسد كاد يسقط في ايام الثورة الاولى.

حتى يخرج احمد شفيق لمن يعارض ترشحة للرئاسة بانه يملك فضائح ومستندات تدينة وانه لا يريد التحدث واذا تحدث سيكشف كل معارضية ... فما بالك لو اصبح رئيسا لمصر ... ماهو مصير المعارضين ... لم لا وهو احد المسؤولين عن موقعة الجمل واحد تلاميذ مبارك المخلصين ... وهو يملك من المساندة من الجهاز الامني المتمثل في المخابرات العامة والحربية وامن الدولة من يقدمون له التقارير والمستندات سواء الحقيقية او المزيفة التي تحمل تشويها لكل من يعارض النظام قبل الثورة وبعدها.

وقد يعارضني الكثير وانا اقبل المعارضة على العكس من النظام الفاسد ... فالايام والمواقف خير دليل واثبات ... وسيعلم الجميع ماذا يفعل مدير المخابرات العامة والحربية عندما يلتقوا بالمشير طنطاوي ... قريبا عندما يسقط كل خائن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق