الجمعة، 4 مايو 2012

مين بيحب ... ومين بيكره؟!


سؤال ... مطروح منذ قيام الثورة المصرية المجيدة وحتى يومنا هذا ... سؤال قد يكون في بال الكثير من المصريين الذين اصبحوا بلا فهم او دراية بما يجري حولهم في ظل حالة التضليل والتشتت التي اشترك فيها المجلس العسكري والاحزاب والمهتمين بالشأن السياسي لعموم المصريين.

فقد يرى المواطن المصري في ما يحدث الان من مظاهرات واعتصامات متكرره بانها فوضى خلاقة وممنهجة لتعطيل سير البلاد نجو الديمقراطية والبناء والرغبة الملحة في اسقاط هيبة الدولة واهانة الجيش المصري ... وهي الافكار التي استطاع المجلس العسكري ان يزرعها بكل براعة في عقول الغالبية العظمى من الشعب المصري.

وقد يرى مواطن اخر في ما يحدث بانه السبيل الوحيد لمصر حتى تسير على طريق البناء والنهضة في ظل عصر جديد من الحكم المدني الذي لطالما انتظره المصريين لاكثر من ستين عاما وفي ظل ايضا اخفاق شديد وواضح على مدار عقود متتالية من حكم العسكر ... وهم فئة ليست هي الاغلبية بكل تأكيد من واقع اراء المواطنين واستطلاعات الراي وطبيعة المواطن المصري التي تميل الى الاستقرار حتى ولو على سبيل اشياء اخرى مهمة مثل الكرامة والحقوق المهدرة وغيرها.

ومع تبني فكرة التخوين الدائم وبث الكراهية كما يوضع السم في العسل تزداد الحالة العامة لمصر مزيدا من التشتت والاختلاف والخلاف وضياع الرؤية ... وقد يشترك في كل هذا الجميع وليست فئة دون الاخرى.

اذا تتبعنا مواقف المجلس العسكري وتصرفاتة على مدار عام ونصف تقريبا من الثورة فاننا نجده بدى مناصرا للثورة وكارها للنظام السابق شأنة شان عموم المصريين ومع مرور الوقت ومخططات تشوية الثوار وتحويلهم من فئة الشرفاء الى فئة العملاء ... تحولت مباديء المجلس العسكري من مناصرة الثورة الى مناهضة الثورة والسعي للقضاء عليها وتجريدها من اهدافها التي قد لا تتسق مع اهداف المجلس العسكري الذي يرغب في بقاء حكم العسكر مزيدا من العقود.

وبرؤية اكثر وضوحا وعمق لسياسة المجلس العسكري في تشويه الثوار والثورة ... فاننا نجد الكثير من المحاولات الناجحة لاستقطاب الشعب واللعب على عواطف المصريين الجياشة بطبعها حتى يزداد حب الشعب لقيادات المجلس العسكري ويزداد كره الشعب لفئة الثوار الذين اصبحوا وفي غضون شهور قليلة الى اعداء للوطن الذي هو وطنهم بالاساس.

فتجد الشعارات التي تلصق على المدرعات والتي تذكرني بالشعارات التي يلصقها السائقين على "التوك توك" ... وتجد الكثير من الصور والاعلانات والتي يحمل فيها العسكري احد الاطفال الصغار حتى انني شعرت ان هذا العسكري اماً لهذا الطفل !

وعلى غرار نفس الاسلوب نجد في تصريحات اعضاء المجلس العسكري تجاه الثوار بانهم يريدون ان يسقطوا مصر ويسقطوا الجيش المصري وهو ما سيدافع عنه اعضاء العسكري على حد زعمهم حتى اخر قطرة في دمائهم مما يجعل الشعب المصري يتضامن معهم قلباً وقالباً ويكره ايضا الثوار قلباً وقالباً.

وبنظرة متعمقة ومتابعة لشكل العلاقة بين الثوار والمجلس العسكري فاننا ومن السهل ان نتيقن مدى كراهية المجلس العسكري للثورة ... اذا كان الافتراض الاساسي هو تاييد الطرفين لنجاح الثورة وانهم كانوا يدا واحدة اثناء الثورة فلماذا الخلاف اذن؟! ... ولماذا يقوم طرف بتشويه الاخر ما دامت المصلحة واحدة؟! ولماذا تحولت احياء مصر الى حمامات من دماء الشهداء الثوار اذا كانت ثورتهم قد نجحت وانهار النظام الفاسد الذي كان يقتلهم؟!

وعلى الجانب الاخر هل اخطأ الثوار في عدم وضوح رؤيتهم لما قاموا به من ثورة وما يتبعها من احداث وهل اخطأ الثوار في عدم التوحد خلف شخص واحد يصبح هو الممثل الاول للثورة والمتحدث الاول لها حتى يستطيع ان يواجة قوة كبيرة عسكريا وسياسيا واعلاميا متمثلة في النظام السابق الذي لا يزال يحكم؟!

وهل اقدم الثوار على بعض الاخطاء التي ساعدت المجلس العسكري في تشويه صورتهم ؟ وهل كان الثوار جميعهم اصحاب حق ومبدأ واحد ام انهم اخترقوا من الاجهزه الامنية بكثير من افراد التحريات العسكرية وكثير من الدخلاء على الثورة اصحاب المصالح والمنافع الخاصة والشو الاعلامي؟

لياتي الطرف الثالث وهو مختلف عن الطرف الثالث المتهم في بعض الاحداث الدامية ضد الثوار والمتمثل في جماعة الاخوان التي ترى في ما يحدث فرصة عظيمة لتحقيق مصالح واهداف فشلت الجماعة في تحقيقها على مدار ثمانين عاما من القمع والاغتيال السياسي والجسدي والاعتقال .

لتزداد حيرة المواطن المصري وصدمتة حتى في اصحاب قال الله وقال الرسول الذين تحولت لحيتهم الى ستار يواري ورائه الكثير من الفساد اذا استطاع ان يحصل على السلطة والمنصب.

ويبقى المواطن المصري البسيط يتسائل عن غير فهم ... مين بيحب ومين بيكره؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق