الخميس، 15 مارس 2012

الألتراس هو الحل

التراس : هي كلمة لاتينية تعني الفائق والزائد وهي فئة من مشجعين كرة القدم بدات في امريكا اللاتينية واوروبا ثم انتقلت الى مختلف انحاء العالم ... وعرفت اول فرقة التراس في البرازيل عام 1940م.

مباديء الالتراس الاساسية ... هي الانتماء والحب في تشجيع فريقها وافناء الروح في سبيل هذا الحب والانتماء. (وهذا له دور كبير في نجاح الفكرة)

يعتمد الالتراس على التمويل الذاتي بين اعضائة سواء بالتبرع او ببيع بعض المنتجات الرياضية لبعضهم البعض او لمن يريد ان ينضم اليهم مع رفضهم الكامل الدعم من اي جهة خارجية رافضين بذلك وصاية اي جهة على افكارهم وسياستهم وانتمائهم الكامل لفريقهم .

يعد الالتراس من اهم واكبر الكيانات المنظمة حيث يتوحد الهدف بين اعضائها في حب وانتماء فريق معين والاتفاق على الرأي مما يجعل التدخل في شؤونهم او تغيير سياستهم ضربا من المستحيل... كما انهم يعتبرون ما ينتمون الية هو القائد الاول لهم فلا قائد من البشر يمكن ان يصيب او يخطأ بل هم جميعا جنود في الدفاع والتضحية خلف هذا القائد (الفريق) والذي يجعلهم دائما اكثر تنظيما ونجاح.

ومع توحد الرأي والوقوف امام هدف واحد حتى لا ينشغل اعضاء الالتراس باي اهداف اخرى قد تثنيهم عن هدفهم الاسمى وسياستهم الموحدة التي لا تستطيع اي سياسة ان تتغلل بها وتؤثر عليها من اي اطراف خارجية.

ومع استعراض فكرة المنظمات والجماعات السياسية وعن مدى نجاحها من فشلها فقد يحدث هذا نتيجة سياسات هذه المنظمة او الجماعة نتيجة تضارب الافكار السياسية وتلاعب رؤساء المنظمات واعضائها بالاهداف الرئيسية نتيجة لمصالحهم الخاصة او اندساس اعضاء من منظمات اخرى بداخلهم حتى يتم تدمير المنظمة وتجريدها من افكارها ... ويبدوا هذا واضحا في جماعة الاخوان المسلمين في مصر ومدى نجاح النظام السابق في التغلل في اهداف الجماعة وتحويلها الى مسخ من المعارضة شأنة شأن الكثير من المسوخ التي تحولت من معارضة حقيقية الى معارضة كاذبة خادمة للنظام بالاساس ... ومن يتابع تاريخ الاخوان المسلمين منذ بدايتة على ايدي الامام حسن البنا ويعقد مقارنة سريعة بما وصلت الية الجماعة الاسلامية الآن سيعرف الفرق بين اهداف الجماعة ومدى تدخل الانظمة الحاكمة في مسيرتها.

وهذا لم يحدث بكل تأكيد مع الالتراس الذي اتخذ طريقا واضحا منذ البداية واهدافا محددة لا تستطيع اي انظمة او اجهزة فاسدة ان تتغلل بداخلة حتى تفرغة من مضمونة .

وبإلقاء الضوء على الثورة المصرية ومدى تدخل النظام الفاسد فيها لتحويلها الى ذكرى مؤلمة بتبني الثورة المضادة وتحويل الثورة المصرية المجيدة الى حالة من الانفلات الامني وتحويل الثوار الشرفاء الى مخربين وداعيين للفوضى وهذا بفضل بقاء النظام الفاسد في السلطة المتمثل في المجلس العسكري المفوض من رأس النظام الفاسد وايضا بفضل الثوار الذين لم يفطنوا جيدا الى ماهية ثورتهم وان يكون لها قائد يلتف حولة الجميع وتصبح للثورة اهداف معروفة ومحددة ولا تتحول الى ثورة بلا هدف ولا طريق مثلما حدث ... فعندما تنحى مبارك لم يكن يعلم الثوار ماهي الخطوة القادمة وماذا سيفعلون بعد الاعتصام وبعد التظاهرات ومن ثم التنحي .

وان كانت الثورة المصرية في طريق الاكتمال الممهد بالالغام والصعوبات والتواطئات بين المجلس العسكري وبعض الاحزاب القديمة الجديدة مثل حزب الحرية والعدالة وغيرها من الاحزاب الكارتونية بمجلس الشعب فما تبقى للثورة من امل يكمن في الثوار الذين لم ولن يقبلوا ان تنهار ثورتهم امام فقر الشعب وحاجتهم الى الاستقرار ودعوات التشوية التي طالتهم وحولتهم من ثوار شرفاء الى مخربين لمصر وبقاء الحلم مستمر حتى تتحول الثورة من ثورة على الفساد الى ثورة للبناء بعد ان يسقط النظام الفاسد بكامل اركانة.

وعلى الرغم من مشاركة الالتراس في الثورة المصريدة المجيدة الا انهم وبعد احداث بورسعيد الدامية التي زادت من العداء مع النظام الفاسد اصبحت جماهير الالتراس بمختلف انتمائتها سواء للنادي الاهلي او نادي الزمالك على قلب رجل واحد وبايمان كامل بانهم في مواجهة واحدة امام نفس المصير وامام نفس العدو الذي لا يعرف في طريق الحرب سوى الغدر والخيانة؟

وما يدعي للامل ويزيد من الثقة في نجاح الثورة ان يتحد مع الثوار قوة كبيرة من ابناء مصر الشرفاء اصحاب التنظيم المتميز والاهداف المحددة والروح العالية حتى وان كانت ارواحهم ثمناً.

وهم دفعوا بالفعل ثمن حبهم وانتمائهم لفريقهم اكثر من اربعة وسبعون شهيدا بالاضافة لما قدموه من شهداء اثناء ثورة يناير المجيدة وفي احداث محمد محمود وكان النظام الفاسد هو العدو الاول لهم ... حتى يتوحد هدف الثوار مع الالتراس في اسقاط النظام الفاسد لينضم الى جنود الثورة ما قد يصبحوا درعها الواقي وقوتها التي تستطيع بها ان تقضي على الفساد وتكتمل بها اهداف الثورة.

حتى تنجح الثورة وتعبر مصر جسور الفساد ... الى بر البناء والنهضة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق