الخميس، 16 فبراير 2012

المعونة الامريكية والاكذوبة العسكرية


تعريف:-
المعونة الأمريكية لمصر، هي مبلغ ثابت سنويا تتلقاه مصر من الولايات المتحدة الأمريكية في أعقاب توقيع اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، حيث أعلن الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت جيمي كارتر تقديم معونة اقتصادية وأخرى عسكرية سنوية لكل من مصر وإسرائيل، تحولت منذ عام 1982 إلى منح لا ترد بواقع 3 مليارات دولار لإسرائيل، و2.1 مليار دولار لمصر، منها 815 مليون دولار معونة اقتصادية، و1.3 مليار دولار معونة عسكرية.

وتمثل المعونات الأمريكية لمصر 57% من إجمالي ما تحصل عليه من معونات ومنح دولية، سواء من الاتحاد الأوروبي واليابان وغيرهما من الدول، كما أن مبلغ المعونة لا يتجاوز 2% من إجمالي الدخل القومي المصري وفق وزارة التعاون الدولي. (عن موقع المعرفة)

وبغض النظر عن المعونة الامريكية من كونها مساعدة امريكية لمصر ولتعميق مزيد من العلاقات بين الدولتين في ظاهرها ... الا انها اصبحت فرض وصاية دولية امريكية على مصر وعلى معظم الدول التي تأخذ معونات من الولايات المتحدة حتى تصبح هذه الدول تحت وصاية كاملة من الولايات المتحدة الامريكية في كل مناحي الدولة من سياسة واقتصاد وتعليم وصحة وزراعة وصناعة وجيش وغيرها فلا تتقدم هذه الدول خطوة واحدة الا بموافقة الولايات المتحدة وتحت اشرافها!

ومن اجل تحقيق هدف الوصاية الكاملة والاشراف الكامل على شؤون الدولة المصرية لزم الامر ان يأتي الرئيس المصري بموافقة ومباركة الولايات المتحدة حتى يتسنى لها فرض سياساتها في الشرق الاوسط وفي احد اهم الدول المؤثرة في المنطقة وهي مصر بالتأكيد وظهر هذا واضحا في سياسة الرئيس المخلوع حسني مبارك التي جعلت مصر صاحبة القيادة والريادة تابعا مهمشا لسياسات الولايات المتحدة التي وصلت من التطبيع بين مصر واسرائيل وتطبيق بنود المعاهدة الظالمة بين مصر واسرائيل الى تعاون تجاري وصناعي وزراعي كامل مع اسرائيل وصل الى تصدير الغاز لاسرائيل بسعر اقل كثيرا من الاسعار العالمية من اجل عيون الولايات المتحدة الامريكية.

تحولت المعونة الامريكية الى تحويل جمهورية مصر العربية الى الولاية الامريكية رقم 53 ... فلا نجد في التعليم اي تطوير الا على رؤية خارجية في استحداث نظام التعليم وتطوير المناهج الى مناهج دراسية تشرف عليها الادارة الامريكية ليتحول منهج الدين الاسلامي الى كتيب صغير لا يقرأه احد فلا يوجد به اي معلومات دينية ولا يتعلم منها الطلاب اي امر من امور دينهم!
وفي مجال الزراعة والتي تملك مصر كنز يسمى نهر النيل فلا نجد سوى اقل من ثلاثة بالمائة من مساحة مصر فقط هي المزروعة ولا يتم الاستفادة بمياة نهر النيل في تطوير الجانب الزراعي لدرجة وصلت الى هجر الفلاحين لاراضيهم الزراعية بعد ان اصبح المحصول الزراعي لا يجلب لهم اي مكاسب تذكر بعدما رفعت الحكومة المصرية اسعار الاسمدة وخفضت من شرائها للمحاصيل الزراعية وصلت الى هجر الفلاحين لزراعة القمح الذي يكلفهم سعرا اكبر من مكسبهم من بيعة للحكومة التي اعتادت ان تستورد القمح الامريكي بسعر اكبر متناسية انها تستيطع ان تنتج ما يلزمها وتكتفي ذاتيا منه.

وقياسا بمختلف مجالات الاقتصاد القومي نجد تقضيق الخناق عليها حتى يتسنى للولايات المتحدة ان تسيطر على الاقتصاد المصري واضعاف القدرة الانتاجية لمصر حتى لا يتطور اقتصاد مصر او ينمو وتصبح مصر دولة ذات سيادة اقتصادية وبالتالي سياسية .

ولعل من اهم الجوانب التي فرضت الولايات المتحدة عليها وصايتها كانت المؤسسة العسكرية التي منحت معونة خاصة اضافية حتى يتسنى للولايات المتحدة احتكار تصدير السلاح الامريكي لمصر وعدم استيراد اي سلاح من اي دولة اخرى حتى يصبح الجيش المصري مسلح تسليح امريكي كامل وتعلم الولايات المتحدة ما تملكة مصر من سلاح.

بل وصل الحال الا السيطرة على الموازنة العامة للجيش المصري ومناقشتها في الكونجرس الامريكي وتحديد عدد جنود الجيش المصري وما يتسلحون به بل وصلت الا الاشراف الكامل على تصنيع الجيش المصري لبعض انواع الاسلحة ومنها الاشراف على صنع الدبابات وهذا ليس سرا عسكريا بل امرا معروفا ومثبتا في المصانع الحربية التي يشرف عليها مهندسون امريكان ويقررون حصة مصر السنوية في تصنيع الاسلحة وتعداد الجنود .

وعندما نجد الان تصريحات رنانة من المجلس العسكري تحمل معاداه مفتعلة مع الولايات المتحدة وخلط الاوراق بشأن قضايا حقوق الانسان او اسرائيل بشأن الاعتداء على القدس الشريف وان الولايات المتحدة تعتدي على حق مصر في القبض على امريكان يمولون جمعيات حقوق انسان بشكل غير قانوني وانها على استعداد للدخول في حرب مع اسرائيل من اجل القدس الذي ظل اسيرا منذ ستون عاما! ... وان ظهر هذا حق اصيل للادارة المصرية ولكنه وكما ذكرت في السابق اكاذيب لا تعتبر الا تصريحات رنانة تجتذب الرأي العام المصري في تأييد المجلس العسكري الذي يعادي الولايات المتحدة واسرائيل كذبا .

وتخفي الحقيقة في مساومة بسيطة لجلب مزيد من المعونة والقروض المصرية وتنفيذ بعض الاتفاقات السرية بين المجلس العسكري والادارة الامريكية .

فلا يعقل ان تكون الوصاية كاملة من الولايات المتحدة على الجيش المصري وميزانيتة التي هي سرا عسكريا على المصريين انفسهم ونجد موجة من العداء المفاجيء بين الطرفين!

كفانا اكاذيب عسكرية .. وكفانا سياسات مبارك الامريكية الخالصة ... فقد قمنا بثورة حتى تصبح مصر ذات سيادة كاملة ونخرج اخيرا من عبائة الولايات المتحدة التي لا تخدم ابدا مصر ولكنها تخدم قلبا وقالبا اسرائيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق