الاثنين، 13 فبراير 2012

جلال عامر ... رحل جسدة وبقيت كلماتة



رحل عن عالمنا رجل حقيقي في زمن ندر فيه الرجال... فارس الكلمة المصري الاصيل ... صاحب القلب النابض وان توقفت نبضاتة ... جلال عامر.

بطاقتة الشخصية:-

الاسم: جلال عامر
تاريخ الميلاد: 1952م
تاريخ الوفاه:  2012م
المهنة: ضابط بالقوات المسلحة متقاعد وكاتب وصحفي
محل الميلاد: حي بحري, الاسكندرية
الحالة الاجتماعية: متزوج وله ثلاث اولاد وبنت
التعليم: تخرج من الكلية الحربية ثم درس القانون في كلية الحقوق ثم الفلسفة في كلية الآداب

تاريخة الحربي: شارك في حرب الاستنزاف ثم شارك في حرب اكتوبر كضابط وقائد لسارية في الفرقة 18 بقيادة اللواء فؤاد عزيز غالى التي نجحت في تحرير مدينة القنطرة شرق ثم شارك في حرب الخليج.

تاريخة الادبي: كانت بداياته في جريده القاهرة الصادرة عن وزارة الثقافة المصرية ويرأس تحريرها الأستاذ صلاح عيسى.... أبتدع مدرسة جديدة في فن الكتابة الساخرة تعتمد على التداعى الحر للأفكار والتكثيف الشديد وطرح عدداً كبيراً من الأفكار في المقال الواحد وربطها معاً بشكل غير قابل للتفكيك بحيث تصير المقالة وحدة واحدة شديدة التماسك على الرغم من إحتواءها على أفكار منفصلة عن بعضها, كما يتميز أسلوبه بإحتواءه على الكثير من التوريات الرائعةالتى تشد إنتباه القارئ وتجعله منتبهاً حتى نهاية المقال كما أنها تفتح مداركه على حقائق ربما غابت عنه.

يعمل كاتباً صحفياً وتنشر مقالاته في عدة صحف منها جريدة الأهالى وجريدة القاهرة وجريدة العرب القطرية وله عامود يومى مقروء على نطاق واسع بعنوان "تخاريف" في المصري اليوم.

يملك العديد والعديد من التغريدات على تويتر وفيسبوك وفي مقالاتة بالمصري اليوم بعنوان تخاريف التي كان يسخر فيها من كل ما يدور في فلك الحياة المصرية التي عاش فيها انتصارات الابطال في حروب مصر ضد الاعداء كما عاش ايضا انكسارات الحياة المصرية على ايدي الانظمة الفاسدة التي تعاقبت في ادارة شؤون البلاد ... ثم جائت الثورة حتى يعيش فيها حبات الامل من عنقود اليأس المرير الذي عانى منه شعب مصر على ايدي النظام الفاسد حتى يراه شباب الثورة شابا ثائرا ... بطلا مناضلا من اجل الحرية .

عرف عن كاتبنا الكبير السخرية الدائمة من كل ما يدور من حولنا من احداث مع تدفق الكلمات التي يصيغها في جمل تبقى خالدة في قلوب المصريين والتي تعكس مدى الفساد والاوضاع المقلوبة التي نعيشها في كل امور الحياة .

احبة الجميع لاسلوبة البسيط الساخروكلماتة البسيطة التي تاخذ عقلك في متناقضات الحياة اليومية وتبحر بك بعيدا في معاني من الخيال ... ومن قرأ كلماتة البسيطة عرف انه مصري اصيل عانى مما يعانية الشعب واكتوى بالالام الفساد التي طالت عموم المصريين .

نشأ ابن الاسكندرية في حي بحري وتزامن مولدة قيام ثورة يوليو العسكرية التي جعلته يتمنى ان ينضم الى كيان القوات المسلحة التي وجد فيها شرف الدفاع عن مصر والتفاني في حب مصربعدما عاش في شبابة الالام النكسة التي هزت وجدانة وجعلتة يؤمن بالدفاع عن الوطن وعن ارض الوطن المسلوبة من العدو  وقد تحقق له ما اراد عندما التحق بالكلية الحربية وتخرج منها ليشارك في حرب الاستنزاف التي مهدت الطريق لحرب اكتوبر المجيدة... ليشارك في حرب اكتوبر العظيمة لتستعيد مصر ارضها المسلوبة من العدو ليزيل ما بداخلة من احزان النكسة ويمتلأ قلبة بفرحة الانتصار... ليشارك ايضا في حرب الخليج كقائد عسكري محنك لتنتهي رحلة التاريخ العسكري الحافل بالانتصارات .

وتبدا رحلة الادب والكتابة الساخرة المليئة بالاحزان على وطن تحول من منتصر الى وطن مليء بالفساد على ايدي النظام السابق الذي جعل المواطن المصري في حالة من الصراع على لقمة العيش وضيق الحال والفقر ... ليشعر كاتبنا الراحل شأنة شأن عموم المصريين بالالام الحياة ليخرج ما بداخلة من الالام في كلمات ساخرة قد تبكي في احيان وتضحك في حين آخر.

قد لم يحالفني الحظ ان اجتمع بكاتبنا الراحل جلال عامر سوى مرة واحدة علمت خلالها انه يملك قلبا مليء بالاحاسيس والنبض المتدفق في كلمات بسيطة تخرج خالصة من القلب لتصل بصرعة الساروخ الى قلب من يقرؤها حتى ان كتاباتة كانت لها صفة مميزه تجعل من يقرؤها يعلم انها نبضات كاتبنا الراحل جلال عامر.

قد يكون جلال عامر الكاتب ظهر لنا متاخرا فهو لم يبدأ الكتابة سوى في سن متأخرة ولكنه وبسرعة فائقة وصل الى قلوب عموم المصريين الذين شعروا انه واحدا منهم لا يبحث ابدا عن منصب او صيت او جاه بل يبحث فقط عن حب مصر الضائع في قلوب ملأها الفساد.
لن اطيل في وصفي الذي قد يحتاج كتاب اجمع فيه الجمل والكلمات المأثورة التي جعلتنا نضحك احيانا ونبكي احيانا اخرى ولن استطيع ان اصف بحق من كان له قلب بطل في المعارك وقلب ثائر ضد الفساد وسقط في غيبوبة السكر التي جعلتة يرحل عنها وهو حزين على حال المصريين المتنازعين واختتم حياتة بمقولة : (خلوا المصريين يموتوا بعض) تعليقا على الاشتباكات التي حدثت بين مؤيدين المجلس العسكري والثوار وقاصدا من يسعون الى تفرقة المصريين الى فرق وطوائف .

سقط كاتبنا وبطلنا الكبير جلال عامر في مسقط رأسة التي عاش فيها ومات فيها محبا مناضلا لمصر ... ثائرا في حب مصر ... وبعد مرور عام من الثورة التي لم تكتمل وستكتمل بروح كل الشهداء وروح كاتبنا العظيم التي ستجعلنا فدائا لثورتنا حتى النهاية.

رحل كاتبنا العظيم جلال عامر وبقيت كلماتة خالدة على مر السنين.


هناك تعليق واحد: