الخميس، 9 فبراير 2012

اضراب عام حتى يسقط النظام


قبل يومين من ذكرى تنحي المخلوع بعد قيام ثورة يناير المجيدة ... ومع بقاء المجلس العسكري المفوض من المخلوع بادارة شؤون البلاد ... تتعالى اصوات الثوار وتنادي ... بالاضراب العام والعصيان المدني حتى يتم تسليم السلطة الى سلطة مدنية منتخبة.

يتشابة العصيان المدني والاضراب العام بانه طريقة تثور بها الشعوب على انظمتها الفاسدة حتى تتغير الانظمة او على قوانين ظالمة وضعها نظام فاسد مستبد .

مر عام من الثورة المصرية التي تحول فيها الثوار الى متهمين بالتخريب والتدمير والتعطيل لعجلة الانتاج التي لم يكن لها ان تدور في ظل نظام فاسد استطاع ببراعة ان يستولي على اموال الدولة واقتصادها وقصره على فئة معينة دون النظر الى عموم الشعب المصري الذي عانى كثيرا من الجوع والفقر والبطالة .

قام الثوار مثلما قاموا في بداية الثورة بالعديد من التظاهرات والاعتصامات على مدار العام المنقضي من الثورة حتى يتم تنفيذ مطالب الثورة التي لم ينفذ منها اي مطلب ...بل تم ملاحقة الثوار قضائيا ومحاكمتهم امام المحاكم العسكرية التي لم تكن ابدا مخولة للتحقيق الا مع افراد المؤسسة العسكرية ... وباوامر من المجلس العسكري الذي اخذ على عاتقة حماية مبارك وحاشيتة متناسيا مصر التي اقسم يوما يمينا بالحفاظ عليها من العدو الخارجي وداخليا بالانتقال السلمي للسلطة .

ضحى الثوار بالكثير ... سقط منهم العديد من الشهداء على مدار احداث شهرية كانت تتعامل فيها الاجهزه الامنية وبارادة سياسية من المجلس العسكري بالمزيد من العنف والبطش مع المتظاهرين السلميين الذين لم يطلبوا ابدا مجدا شخصيا او مطالب فئوية بل يريدوا لمصر خيرا وتغييرا جذريا من فساد طال عهده الى عدل طال انتظاره.

ليبدا الثوار التفكير بطرق اخرى لاستكمال ثورتهم وانجاحها على الرغم من الجهات العديدة التي تحارب الثورة بكل ما يملكون من قوة ... لتبدا الدعوات بالاضراب العام والعصيان المدني بعد يومين وبالتحديد في ذكرى تنحي المخلوع حتى يتم الضغط على المجلس العسكري للتعجيل بتسليم السلطة .

وكما هو الحال في كل المظاهرات والاعتصامات التي كان يواجهها المجلس العسكري والمستفيدين الحاليين من الاوضاع في محاربة المظاهرات والاعتصامات ووصفها بالتخريب ووقف الحال والتعطيل للاقتصاد المصري مشاركا في هذا الاعلام المصري الذي كان ولا يزال بوقا للنظام الفاسد الذي كان له دورا في تقليب الرأي العام ضد الثوار ووصفهم بالتخريب ... كان هو الحال في شن هجوما عنيفا على الثوار في دعواتهم للاضراب والعصيان المدني متمثل في حملة اعلامية شرسة ضد الاضراب والعصيان المدني وافتاء مفتي الجمهورية وشيخ الازهر بحرمانيتة وافتاء البابا شنودة بحرمانيتة وانه مرفوض من كل الاديان .

ليبقى الثوار مناضلين في انجاح ثورتهم بالرغم من كل الظروف والصعوبات والاطراف المضادة التي تتبنى هدم الثورة وافشالها من اجل مصالحهم الخاصة ومكاسبهم السياسية وحماية النظام الفاسد الذي لا يزال يتحكم ويدير مصر حتى الان.

لم يتبقى سوى يومان على ذكرى تنحي المخلوع ودعوات الاضراب والعصيان المدني الذي ستعطي نتائجة مردودا اكيدا لمدى تقدم الثورة في نجاحها او نجاح الثورة المضادة في تعطيل الثورة عن اهدافها بفضل المجلس العسكري المتواطيء

لتتعالى صيحات الثوار ... اضراب عام ... حتى يسقط النظام.

وهذه امثلة بسيطة للاضراب والعصيان المدني في مختلف الدول ومردوده الايجابي :-

الهند :-

كان العصيان المدني أحد أهم أساليب الحركات القومية في المستعمرات البريطانية السابقة في أفريقيا وآسيا قبل نيلها استقلالها. فقد نمى المهاتما غاندي وأمار باتيل العصيان المدني كوسيلة مناهضة للاستعمار. قال غاندي "إن العصيان المدني هو حق أصيل للمواطن في أن يكون متمدنا، وحركة الاستقلال الهندية أول تطبيق ناجح على نطاق واسع للعصيان المدني.

جنوب أفريقيا :-

دعا كل من الأسقف دزموند توتو وستيف بيكو إلى العصيان المدني، وتمثلت النتيجة في وقائع مشهورة مثل مظاهرة المطر البنفسجي عام 1989، ومسيرة كيب تاون السلمية التي أنهت الفصل العنصري.

الولايات المتحدة :-

تبنى مارتن لوثر كنج، أحد قادة حركة الحقوق المدنية في الولايات الأمريكية المتحدة الجنوبية الشرقية في ستينيات القرن العشرين، أسلوب العصيان المدني، كما تبناه النشطاء مناهضو الحرب أثناء حرب فيتنام. ومنذ سبعينيات القرن العشرين مارست الجماعات المناهضة للإجهاض المقنن في الولايات المتحدة العصيانَ المدنيَ.
أوروبا :-

استخدم الثوار العصيان المدني في ما عرف إجمالا بالثورات الملونة التي غشيت دولا شيوعية سابقة في وسط وشرق أوروبا ووسط آسيا، وهي الثورات التي تأثرت بأفكار جين شارب المعروف باسم "مكيافيلي اللاعنف" و"كلاوسفيتس الحرب السلمية".

من أمثلة ذلك خلع سلوبودان ميلوسوفتش في صربيا في 2000 والذي استخدم الثوار فيه أسلوبا كان قد طبق من قبل في انتخابات برلمانية في بلغاريا عام 2000، وسلوفاكيا عام 1998، كرواتيا عام 2000. كذلك مثل الثورة الوردية في جورجيا التي أدت إلى خلع إدوارد شفرنادزه في 2003 والتي دعمتها حركة كمارا، وكذلك الثورة البرتقالية في أكرانيا التي تلت الخلاف على نتائج انتخابات 2004 البرلمانية والتي قادتها حركة پورا.

و أيضا الثورة البنفسجية التي سبقت ذلك في تشيكوسلوفاكيا عام 1989 والتي هاجمت الشرطة فيها طلابا من جامعة تشارلز والتي ساهمت في سقوط النظام الشيوعي في تشكوسلوفاكيا السابقة.

أمثلة دينية :-

أحيانا يكون دافع ممارسي العصيان المدني إلى ذلك دينيا، كما يشارك رجال الدين أو يقودون ممارسات العصيان المدني، من الأمثلة الشهيرة على ذلك فيليب بِرِجان وهو كاهن كاثوليكي أمريكي سابق اعتقل عشرات المرات في أفعال عصيان مدني مناهضة للحرب.

اليمن :-

شهدت بعض محافظات اليمن الجنوبي خلال ايام ثورة الحراك الجنوبي السلمي منذ عام 2007 التي قامت ضد نظام الاحتلال الشمالي للجنوب عصيان مدني، تزعمتها مدينةعدن. ويتمثل بإغلاق المحال التجارية وبعض الدوائر الحكومية، ويستمر العصيان الآن في عدن بدعوة من شباب ثورة 16 فبراير الجنوبية كل يومي السبت والاربعاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق