الاثنين، 19 نوفمبر 2012

في ذكرى ابطال محمد محمود



في هذا اليوم من العام الماضي كانت بداية لاحد اهم حلقات ثورة يناير المجيدة والمعروفة باحداث محمد محمود نسبة الى الشارع الذي تقع فيه وزارة الداخلية "البلطجية" وكانت هذه الاحداث سبباً رئيسياً في تسليم السلطة من قبل المجلس العسكري الى اول رئيس مصري منتخب من المصريين وانهاء حكم العسكر للابد في هذا العام وبالتحديد في يوم الثلاثين من يونيو العام الحالي... وسيبقى التاسع عشر من نوفمبر لعام الفين واحدى عشر ميلاديا يوما مشهودا وتاريخا لن ينسى ابدا كما لن ننسى ابطال هذا المشهد ما حيينا وما سيحيى ما هو قادم من اجيال... فالتاريخ الان يسطر ولن يستطيع احد ان يمحوووه... الى ذكرى هذا الحدث.

تملك مصر على مر العصور العديد من الابطال التي كانت لها تاريخاً مشرفاً من اجل مصر ومن اجل رفعتها ونهضتها من العديد من الكبوات والعثرات التي المت بها وانتهت بفضل هؤلاء الابطال.
كما اطلقنا على جنود حرب اكتوبر العظيم الذي انتصرت فيها مصر على الكيان الصهيوني اللعين واستطاع جنود مصر المخلصين ان يفنوا بحياتهم من اجل تحرير الوطن من الاحتلال الصهيوني لسيناء الارض المصرية الطيبة التي شهد التاريخ على كونها مهدا للكثير من الانبياء واخصها الله بهذه النعمة... ولطالما نملك ابطالا في مواقع متعددة لم ولن ينساهم التاريخ ابدا حتى وان تجاهلهم البشر... 

ومع قيام ثورة يناير المجيدة التي خلعت النظام الفاسد السابق وانهت حكمة الفاسد كان لزاما علينا ان نتعلم من اخطاء الماضي وان لا ننسى ابطالنا او نتجاهلهم كما كان يحدث ولن نقبل يوما بان يلعننا التاريخ كما لعن البعض ممن افسدوا الحياة في مصر وجعلوا مستقبل مصر وابنائها مظلم... حتى آن الاوان ان تضيء مصر ويعود المستقبل من بعيد ليصبح مشرقا مهما كانت الظروف ومهما بلغت الصعاب.

ومن هؤلاء الابطال الذي لن ينسى التاريخ يوما فضلهم بعد الله سبحانة وتعالى في انهاء دولة العسكر الفاسدة التي ظلت تحتل مصر لاكثر من ستون عاما من الحكم العسكري الفاسد لمصر والذي حول مصر الى معسكر يحكم فيه شعبة بالحديد والنار ويبقى العسكري فيه هو اهم شخص في الوطن جنبا الى جنب الى اصحاب المال والسلطة ويبقى الشعب بكافة طوائفة الاخرى مجرد عبيد في دولة الحاكم العسكري الظالم.... هم شعب مصر الثائر في يناير العام الماضي في اكبر ثورة شعبية حدثت في تاريخ مصر.... واختص بالذكر والذكرى الشباب الابطال في احداث محمد محمود.

وبالقاء ذكرى سريعة على احداث محمد محمود... كان هناك اعتصام محدود من بعض مصابي ثورة يناير من اجل المطالبة بحقوقهم الضائعة يوم الجمعة الثامن عشر من نوفمبر العام الماضي حتى يفاجئوا باقتحام الشرطة والجيش لميدان التحرير مكان اعتصامهم ليفضوا هذا الاعتصام بلا ان ينظروا لاي مطالب مستحقة لهم وهم يستحقوا بكل تأكيد وخاصة وانهم مصابين في الثورة ان تحقق مطالبهم وهم من ابطال الثورة الشعبية المجيدة... حتى يرى كل شاب ثائر ومواطن عرف حقة وعرف طريق التغيير ان يرى في هذا ظلما فجاً يستحق ان يساند بكل ما اوتي من قوة هؤلاء المصابين وان يقف الى جانبهم ضد بطش القوة العسكرية المفرطة المستخدمة معهم.

فقد نزل الثوار مرة اخرى للميدان في يوم السبت التاسع عشر من نوفمبر العام الماضي ردا على فض اعتصام مصابي الثورة ولكي يحموا مصابي الثورة من بقاء اعتصامهم حتى تتحقق المطالب المستحقة لهم... وما ان نزل الثوار الى الميدان حتى بدات الاشتبكات بين طرفين هما الشرطة والجيش من طرف والثوار من الطرف الاخر وبعد ان استخدم الجيش القوة المفرطة لفض الثوار في عصر يوم السبت بعد ان نزلوا لكي يتضامنوا مع مصابي الثورة حتى يختفي الجيش من المشهد ويبقى الصراع بين ثوار ارادوا كرامة وحق مصابيهم من ثورة يناير والشرطة التي لا تعرف الا البلطجة والقوة في فرض رايها وتنفيذ ما يأمر بها النظام وهو المجلس العسكري الفاسد الذي لم يكن سوى ركن اصيل من اركان النظام السابق الفاسد.

استمر "ضرب النار" و "المولوتوف" و "خرطوش" و"القنابل المسيلة للدموع" وغيرها من مصطلحات لا تنطق الى كما سردت في قمع الثوار الذين لم يعرف الخوف طريقاً لقلوبهم ولم يكن الموت برغم قربة منهم ان يسيطر على عقولهم فلا يخافوا الموت والله وحدة هو من يخافوه.
قدم الثوار العديد من الشهداء الابطال في هذه الاحداث التي دارت اغلبها بالقرب من وزارة الداخلية والتي كانت تملك ضرب النار والخوف في القلوب ايضا بينما يملك الثوار الايمان بالله والثورة وحب الوطن... 

لم تكن هذه الحادثة هي الاولى او الاخيرة التي يقدم فيها ثوار مصر الشرفاء العديد من الشهداء الابطال ولكنها كانت الحادثة الفارقة في تاريخ مصر الحديث حيث لم يكن يتسنى للمصريين ان يجبروا المجلس العسكري الفاسد ان يترك السلطة التي قد فوضها لهم الرئيس السابق الفاسد وان تنتهي ولاول مرة منذ اكثر من ستون عاما دولة العسكر الفاسدة لتحيا مصر الدولة المدنية التي يحكمها رئيس منتخب من شعب مصر وليس رئيسا مفروضا من قواتها المسلحة.. 

وبالفعل وبفضل الله سبحانه وتعالى ثم ابطال احداث محمد محمود من شهداء اولا ومصابين ثانيا وثوار لا يزالوا صامدين احياء حتى الان ثالثا ان يتم اجبار المجلس العسكري على تحديد موعد لتسليم السلطة والمحدد في نهاية شهر يونيو من العام الحالي كما حدث بالفعل وينتهي بالفعل حكم العسكر... 

حتى لو لم تكتمل الثورة ومطالبها حتى الان... حتى لو لم يتم محاسبة افراد المجلس العسكري الفاسدين وعلى راسهم وزير الدفاع السابق حسين طنطاوي او رئيس اركان القوات المسلحة السابق سامي عنان وباقي افراد المجلس العسكري الفاسد ومستشاريهم من اللوائات الفاسدين اللصوص القتلة... فقد يأتي يوما الموعد والحادثة التي تتسبب في نهاية هؤلاء على ايدي القصاص العادل الذي يستحقوه هؤلاء الخونة ومن يتخيل انه قد عقد معهم صفقة فقد يصبح يوما وقريبا هذا اليوم مصيرة نفس المصير.

هكذا كانت مجرد ذكرى عابرة لاحداث محمد محمود وابطالة من الشهداء والمصابين والثوار الذي يعجز قلمي عن ذكر اسمائهم فقد حفرت في قلوبنا وبقيت بطولاتهم محل تقدير والتاريخ من الان لن ينسى ولن يصبحوا مجرد ذكرى بل ستبقى بطولاتهم وموقفهم التاريخي مثالا شريفا يحتذى به ويتم تعليمة وتدريسة للاجيال القادمة حتى تتعلم....

كيـــــــــــــــــــــــف تحـــــــــــــــــــــــــــــــــــب مـــــــــــــــــــــــــــصــــــــــــــر؟